نصوص  



الغبي المهذب

تاريخ النشر       10/12/2017 06:00 AM


علي عبد الأمير


على مسافة ورقتين داعبهما الخريف حين سقطتا من الشجرة

أوقفت سيارتي قبالة مدرسة "هولين ميدوز" الابتدائية

عدت مع طفلتي وحقيبتها حمامة ترقص على يدي

وقف رجل غاضب وشرر يتطاير من عينيه

ليبادرني: غبي وابن عاهرة

ثم زاد مرتين عقابا على تجاوزي سنتمترين على فسحة بيته: فك يو

خبأت طفلتي وراء ظهري كأني أحرسها من فيض البذاءة المتدفق

رجوته أن يتوقف عن شتائمه أكراما للحمامة الكسيرة الخائفة

بالكاد مشى على عشب منزله عائدا نحو منزله وخلفه سيل شتائمه المتدفق: غبي وابن عاهرة

تركني كأنه كلب هائج يجره صاحبه كي يتوقف عن نباحه على عابر في الرصيف

لم يكن هناك حبل لكن النباح كان عاليا

ثمة اللغة اللزجة وقد علقت أقدامي بصمغها الثقيل

ثمة  اشمئزازي من التظلم وعجزي كغريب عن رد الإهانة

كنت أهدر كل ما سعيت إلى الإحتفاظ به من معنى إنسان



لم أشفق على تهذيبي وقد افترسه أميركي غاضب من سنتمترين في ممر بيته داستهما سيارتي

لكن رعشة ابنتي حالت بيني والبكاء

كنت أشفق في أيام الحرب على القتلى

كنت أقف نازفا عند قتلى بالكاد نبتت شواربهم

الآن أشفق على نفسي كقتيل على قيد الحياة

قدت سيارتي عائدا وصمغ البذاءات يشل يدي

فيما حمامة طفلتي طارت من النافذة نحو شمس اختبأت خجلى خلف الغيوم

 

فيرجينيا 2017



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM