علي عبدالأمير عجام*  الهواء الندي الذي أهملته عند الملجأ المهدم وانشغلت عنه بدم متيبس لجندي كان يتعثر بصباه قرر الثأر مني حين هب كعاصفة ترابية  أطفأ مصباحي الذي كنت أطعم شعلته من دموعي  وأتى على موقدي الذي أديمه بأغصان حياتي  وقد تكسرت بعبث عابرين  وغلاظة حطابين منتشين بتقليم ظلام  كان يؤنسني بنجمة هي دليلي وملاذي  من موت تاه عني  لكنه ظفر بمصباحي فأوكلني لشمس الوشاة كفّت أذرعي عن التلويح  حتى لجريح كان يطفو على دمه خفيفاً  ونسيت لفرط  استغراقي بهوانه  أن أتفادى أنياب ذئب قفز على كتفي  يا الله لماذا تعذب الأمهات بنا؟  وتخضّب جباههن بطين تحفره راجمات عبادك؟  طين كثير على رؤوسهن كأنك تعيد خلقهن من جديد جميل حقاً أن تضيئهن بنور لم تشرق به أعيننا  ولا أنست إليه أرواحنا نور يحنو على بيوت بعيدة يغنين فيها  ولا يغزلن صوف الألم  حين جعلتهن أجيراته الأبديات *على حافة الفاو شباط 1986