قاسم عبد الامير عجام بكاميرا شقيقه علي
في حدائقنا .. تتناسل الوحوش
تجتث أشجار الورد
وتحرث الأرض لموسم خراب جديد
وتفتك بأشجار النخل
لتخبئ الجثث المثقوبة الرأس بالرصاص
تحت جذورها
لتكتنز عذوقها بتمر من دم
تمتلئ به موائدنا كل يوم
* * *
في المدينة التي تغفو على نهر وغابة
وفي صباح يوم من أيار مضى
كانت الشمس أكثر إشراقا
تغسل أشجار الغابة والطرقات
بالضوء والحياة
وفي لحظة رعب دامية
تلفظ جحور مظلمة
في تقاطع للموت والحياة
كائناتها المسخ المتدثرة بالعفن
لتسد الطريق في وجه الشمس
المضمخة بالحياة
وتقوم قيامة الرصاص
لتثقب جبين الشمس ..
وينهمر الضوء دما ..
تشربه من ظمأ
ارض الغابة المسكونة بالرعب
* * *
في المسافة مابين جبهتك المثقوبة بالرصاص
وبين نزف روحك
يسكن تاريخ وجع كل المظلومين
واغتيال البراءة والطهر في كل العصور
* * *
إن المدن التي الفتها
تمشي في جنازتك منكسرة
حاسرة الرأس
ويحملك الفرات مزهوا
إذ تتيمم مياهه بطهر روحك
من المسيب إلى وادي السلام
والبيوت الثكلى بعدك
تكتوي بجمرة غيابك
وتسدل على نوافذها غمامات حزن كثيف
ياالهي .. كثيرة هي البيوت الثكلى بموتك
وهي تدخل أكفانها
قبل أن يلف الكفن الأبيض جسدك
فلقد غدت كل بيوت من أحبوك
فمن يمسح على رؤوسنا نحن الموجوعون
بالأمل بعدك
ومن يوقد لنا سراج الحكمة
في ظلمتنا الطويلة بعدك
وأنا اشد يتاماك إحساسا بالضيم
والغربة بعدك
لأنني من لامس النور في روحك
وتلمس أوجاع قلبك النقي مثل البلور
* * *
فيارب العباد ..
اجبني ..
لماذا تدع الغربان والوحوش
تفتك بملاك مثل "قاسم" ؟
ولماذا تغتال الظلمة دفق النور في قلب "قاسم" ؟
امن العدل
أن نظل ننزف اطهر أبنائنا
برصاص الممسوخين
وان نحشر في جب
تلهو فيه أفاع وعقارب
* * *
إن دما تفجر من جبهتك البهية
سيظل يملأ أنهارنا وسواقينا
إلى يوم الدين
وسيصعد إلى عنان السماء
يزمجر غاضبا
إن الحياة في عراقنا
تصادرها المقصلات
في كهوف الخفافيش
و لا خلاص ..
وسيضيء دمك الطاهر
كل قناديلنا المطفأة
مذ رفع الخوارج مصاحفهم
ولا فخر ولا كرامة للمدن
التي تقتل اطهر أبنائها
فلتهنأ برقدتك الأخيرة
ياقاسم الربيع والحياة والسلام
* * *
أميري .. قاسم
الق بقميصك المغسول
بدم الفجيعة
على وجهي
عله يعيد لي الحياة بعدك
فما زلت
أتحسس جبهتي
لأوقف نزف الدم من جبهتك