حوارات  



مرسيل خليفة: أنا من جيل لا معجزات لديه وإنما مخيلة وأحلام مكبوتة

تاريخ النشر       26/11/2009 06:00 AM


مرسيل خليفة لـ"الموسيقى العربية":

* "جدل" محاولة تعبير جديدة لنزعات الارتجال العميقة في الموسيقى العربية
* أنا من جيل لا معجزات لديه وإنما مخيلة وأحلام مكبوتة
 
تقديم وحوار : علي عبد الأمير
منذ سنوات قليلة امكن ملاحظة مستويين ينشط فيهما الفنان مرسيل خليفة، اولهما العمل الغنائي الرصين الذي دأب عليه منذ علامات انتفاضة وعيه الاولى، وتبلور مشروعه الغنائي الآخر مع فرقة "الميادين"وثانيهما العمل الموسيقي الصرف: التأليف الموسيقي الآلي، وتقديمه بصورة شخصية حسب توقيعات مميزة على العود.
هذان المستويان شهدهما وتابعهما جمهور الموسيقى والفن الرفيع في الاردن وبلدان عربية عدة، خـلال وجود مرسيل خليفة معه، سواء أكان ذلك في ظل تظاهرة الاردن الفنية المعروفــة : جرش أم في الاستضافة القيمة التي حرص عليها المعهد الوطني للموسيقى الذي قــدم الفنان خليفة برفقة اوركسترا "معهد بولون بيانكور" الفرنسي المتكونة من 60 عازفـا ومعهم شكل وجود مرسيل خليفة وهو يوقّع بنغم عربي فياض بالوجد والألم، تناغما ما بين الشرق والغرب في امسية موسيقية ليس من الشائع حدوثها.
ويحيل هذا المسعى للفنان مرسيل خليفة الى عمله الموسيقي المدروس بعناية "جدل" الذي سبق لخليفة ان قدمه في عمان لمرتين : الاولى عام 1996 برفقة عازف العـود شربل روحانا وعازف على ( الرق ) وآخر على ( الباص غيتار )، والثانية فــــــي آذار الماضي حين قدمه بالاشتراك مع روحانا على هامش مؤتمر المجمع العربي للموسيقـــى الذي استضافته عمًان.
والفنان خليفة يصف محاولته لكتابة الموسيقى العربية في قطعة موثقة وبامكانهــا ان تقدم ملمحا لتراثنا الموسيقي وان كان بشكل معاصر بقوله : "جدل، محاولة تلمــس مجالات وتعابير جديدة لنزعات الارتجال العميقة الجذور في الموسيقى العربية وعلى مستوى فني، يختلف عما كانت عليه في الماضي من ناحيتي : المؤلف والعـازف ويضعها امام تحد كبير، انه انفتاح على ارض غير مألوفة انطلاقا من المألوف، و "جدل" فكرة موسيقية حرة الى اقصى مداها بصرف النظر عن امكانات العــــازف وذلك لاكتشاف امكانات العود".


خليفة: في البال أغنية
 
اما في جرش فغنى الفنان خليفة "جواز سفر"، "ريتا "، "وعود من العاصفــة"، "اعراس"، "احمد العربي"، "تصبحون على وطن" و حتى من اسطوانته "ركوة عـرب ". واذا كان نجاحه في استعادة لا "الحنين" فحسب وإنما التدفق الوجداني لوعي هـذه الاغنيات ودلالاتها العميقة حتى اجيال جديدة لم تكن عرفتها منذ ان قدمت لأول مرة، قد ارتبط ذلك النجاح بحدث فني وثقافي – سياسي كما في الاحتفال البيروتي بمـرور 50 عاما على نكبة فلسطين، واطلق عليه مرسيل عنوان "في البال اغنية"، فان الاستعادة في جرش لم تكن إلا اتصالا مع هذا التدفق، ومعها سيعود خليفة "الى ما اختزن البــــال من اغان لأقدمها في صيغة جديدة بسيطة وعميقة في آن، لاخراج المستمع من هذا الكــم الهائل من الاغاني المسيطرة عليه يوميا وبغير ارادته".
ان عروض خليفة الغنائية والموسيقية الصرفة، هو جزء من مسعاه، لاشعال شمعة صغيـرة تضيء المكان. وجزء من نقل الاحتجاج على الرداءة من "الصمت " الى "مواجهة التلـوث":ان "التلوث كبير، والتلوث ليس فقط في البيئة والطبيعة، فالتلوث ايضا في ما نسمعه وما نراه وما نشاهده بالصورة الملونة عبر شاشاتنا".
* سنبدأ من الموسيقى، ما الذي تراه في هذا الصدد، ما لمستنا الممكنة عربيا في هــذا
   الشأن، وفي موضع نحن فيه بين تأثيرات من ثقافات شتى ؟
- في الموسيقى عدد غير قليل من المسائل الجدية تختلف حيالها وجهات النظر ومن اهمهـا قضية الترابط والتأثير المتبادل بين الثقافات الموسيقية في الشرق والغرب، للشعوب التي نشأت على التقاليد الاوربية في التفكير الموسيقي والشعوب الاخرى في العالم.
 
* هل تخضع الثقافة والموسيقى بشكل خاص الى تصنيفات من نوع "نامية" وغير نامية قدر اتصالها بالدول والمجتمعات ؟
-اشير هنا بحق الى عدم صحة مقولة "النامية" بالنسبة للثقافات العريقة والعظيمة لــــدى دول آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، فاذا كانت هذه البلدان متخلفة جدا عن البلدان الاوروبية والولايات المتحة الاميركية في ميدان الصناعة، فان اعتبارها في ميدان الفــــن بلدانا "نامية " امر غير صحيح.
 انني على اقتناع راسخ بصحة الفرضية القائلة، بالمساواة المبدئية حيال ثقافة البشرية في جميع التقاليد الموسيقية الوطنية المتعـددة الوجوه، من جميع ما اختزن من ثروات في الالحان والايقاعات والانغـام، وادق الادوات الشعرية التي تنطلق من حنجرة المغنين الشعبيين او تؤديها المجموعات الموسيقيــــــــة، والقضية ليست ( تآلف ) وعدم تآلف بين مختلف النظم الموسيقية بل كيف وبأي  اساليــب تحل مسألة الترابط والتأثير المتبادل بين ثقافات شعوب تختلف من ناحية المنشأ والموقـع الجغرافي، والحل هنا في يد الاسلوب الموسيقي والعبقرية لدى رجال الموسيقى: المؤلف والعازف والمربي وواضع النظريات ومسؤوليتهم امام الفن والاخلاص في الابداع.
* تتأثر حالتنا الموسيقية الراهنة بعنصرين : الاسلوب الفني الطائش والتجـاري المنتشر على شاشاتنا واذاعاتنا، وعنصر يقول ان "العزلة" عن الفنون الاخرى هي افضل وسيلة لحماية هويتنا الفنية والثقافية، ما رأيك في الحالين؟
- لا يجوز السماح بالاسلوب الطائش او التجاري وهو أسوأ اسلوب، الحط من قيمة التقليــد العظيم لدى شعوبنا، وهذا يمكن ان يؤدي عمليا الى ابادة القيم الفنية العريقة، والى نسيان ثروة قومية برمتها، كما انه لا يجوز ايضا عزل فن هذا الشعب او ذاك عن التبـــــــــادل الطبيعي بين الشعوب للمكتسبات الابداعية، وان احد الاشكال الطبيعية والقانونية لتطـور التقليد الوطني ليس فقط بارتباطه ببيئته وبالظروف الاجتماعية الجديدة وبازدياد الوعــي لدى الشعب، بل وقدرته على الاغتناء من مجمل الفكر الصحيح من الناحية النظريـــــــة والتكنولوجية الذي تخلقه تقاليد اخرى تكون احيانا مختلفة جدا، اكيد ان هذه العملية يجـب ان تحمل طابع التبادل المشترك وان لا تتحول في اي حال من الاحوال الى عمل فــرض من الخارج بالطبع لا نريد ان تسحق ثقافة، ثقافة اخرى، واذ نرفض ما نروج في الغرب من مذاهب حول التمييز الثقافي، لا نستطيع من ناحية اخرى ان ننصاع للنداءات الداعية الى العزل الغبي للنظم الموسيقية الواحد عن الآخر ارضاء لابقاء هذه الثقافات كما كانت منذ نشأتها الاولى، فلتطور شعوبنا فنها، وهي التي خلقت ثقافة رفيعة محترفة وفولكلورا غنيا عريقا ولتتقن ادائها الموسيقي، ولكن يجب عليها اثناء ذلك ان لا تصم آذانها حيـــال المنجزات العظيمة لمنجزات الشعوب الاخرى، وفي الاخير يمكن استخلاص نتيجة واحدة ان الموسيقى لا تعرف الحدود القومية وهي ليست بحاجة لاعمال صيانة موجهـــة نحو عزل ثقافة عن الاخرى، بل بالعكس ينبغي على الامم التي تملك وسائل اكثر تطورا لنشر الثقافة الموسيقية واخصائيين رفيعي الكفاءة ان تقدم المساعدة لتلك الشعوب التــــي رزحت طوال قرون تحت وطأة المستعمرين والتي ليس لها امكانية تطوير ثقافتها الوطنية بحرية وبما يليق بها، اكيد ان هذه المساعدة يجب ان لا تتحول الى "عدوان" ثقافي بل محاولة ايجاد لغة مشتركة وخلق ارضية جمالية من اجل التأكيد والحفاظ علــى القيم الثقافية العظيمة تلك التي ابدعتها شعوب العالم وتلك التي ستبدعها لا محالـة.
* نحن بصدد قرن جديد، فكيف ستواجه موسيقانا هواجس التجديد وانتم كجيل من المبدعين، واجهتم نوعا من الصرامة في التعامل من قبل السابقين، كيف انجزتم المغايرة وفكرتها وكيف تتعاملون مع التجديد فكرا وانجازا ؟
-ان التحولات الحياتية التي تجابه الانسان العربي، في عصرنا الحاضر، عصر فجر القرن الحادي والعشرين تحتم علينا ان نحدد موقفنا تجاه موسيقانا العربية، وكيفية جعلهـا من الموسيقى ذات اللغة العصرية والمميزة في آن لتجسد طموح اجيالنا الحاضرة والمستقبلية، يجب ان تتجه الجهود لتكوين موسيقيين وخبراء في مجال البحث الفني، كما ينبغي احداث "ورشات" لاصلاح وصنع وتطوير آلاتنا الموسيقية وذلك للاسهام ببنـــاء مستقبل جديد لموسيقانا ولنبادر الى مراجعة اساليبنا في الكتابة الموسيقية وفي تقنية العزف ودرس مختلف الاشكال المحتملة لتطوير القوالب والاشكال الموسيقية لتحتفـــــي الموسيقى العربية بالمنحى التعبيري الذي ستجتازه حتما ... لم تعد الصورة ولا الايقـــاع ولا الجملة ولا المفاهيم ذاتها، لم تعد لدينا رغبة في معرفة مستقبلنا بالوضوح الحديـدي الذي تسلح به السابقون وليكن من حق الآخرين – المحافظين – ان يسموا هذا خرابا ..... ليست الكتابة ملكية خاصة لجهة او لشخص او لطريقة، انها حريتنا الاخيرة بعد مصادرة كل شيء بلا استثناء .. نحن كجيل غير منتشر عبر اجهزة الشاشات والاذاعات ليست لدينا معجزات، لدينا مخيلة واحلام مكبوتة، ومن يجرؤ على رصد خطواتنا وصـدها ؟ ينبغي الآن ان نكف عن محاولة اثارة الضجيج حول ما كانوا قد انجزه الأسلاف .. ليست الكتابة اليوم سوى فعل "الهدم الجميل" لنطلع بالجديد، الكتابة مثل الحياة لا تتوقـف، والابداع توغل في غموض ما لا يعرف، فالمعروف هو ما تم اكتشافه وصار ناجـزا ومستقرا، ففي عدم نسخ السابقين تكريم لهم، اقول لك بصراحة، عندنا بدايات غامضـة تشير الى ذهاب نحو مستقبل اكثر غموضا، مستقبل لا يحتاج اثباتا ولا يتطلبه.
* و "جدلك" أي نوع من الكتابة الموسيقية هو ؟ 
- الخلق في الموسيقى العربية كان عملا مشتركا ومتبادلا بين المؤلف والعازف، فكانـــــت الموسيقى نتاج صراع وائتلاف مستمر بينهما ولا شك ان انتقال الموسيقى في الشـــــرق بالتواتر الشفهي كان عنصرا حاسما في تطوير القدرات الارتجالية للعازف .... "جدل "محاولة ايجاد مجالات وتعابير جديدة لنزعات الارتجال العميقة الجذور في الموسيقـــــى العربية وعلى مستوى فني، يختلف عما كانت عليه في الماضي من ناحيتي : المؤلـــــف والعازف ويضعها امام تحد كبير، انه نوع من التخصيب عبر البحث عن قانون الجمــال المتجدد وليس الاكتفاء بجمال منجز، انفتاح على ارض غير مألوفة انطلاقا من المألوف، "جدل" فكرة موسيقية حرة الى اقصى مداها بصرف النظر عن امكانات العازف وذلـك لاكتشاف امكانات العود.
 

خليفة و روحانا: جدل النغم الرفيع
 
* حين قدمت "جدل" للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات على مسرح بيروت، كان مـن المتوقع ان يقدم بشكل ثقافي احتفالي، غير ان اللافت هو تحوله الى جولات فـي مجمل مدن العالم، تحول عبرها العمل الى نشيد من نوع خاص وعميق، كيف تنظــر لهذا التحول في مسرى العمل والجمهور الذي تلقاه ؟
- في الحقيقة، ربما النقاد وغيرهم يفكرون عن الجمهور ويرسمون له صورة نمطية، انــــا في تقديري ان الجمهور رافض بشكل او بآخر ما يصل اليه من مصنفات يطلقون عليهــا اسم اعمال فنية ومنتشرة في اذاعاتنا وشاشاتنا والدليل القاطع على كلامي هذا حضن الناس لعمل "جدل" الموسيقي، ومنذ البداية عندما قدمته في مسرح بيروت، قلت في لقاء تلفزيوني وبكل صراحة اننا بصدد تقيم عمل موسيقي لن يكون هناك غناء وكنت صريحا فإذ في اليوم التالي لهذا اللقاء تنفد البطاقات ويتوافد الجمهور بكثافة الى المسرح ليستمع الى العمل، انا اعتبر ان هذا انتصار للموسيقى، تصور منذ 3 سنوات الى اليـــوم انتقلنا في "جدل" على اكثر من 60  مدينة في العالم وصدر في اسطوانة بالطبع ومخطوطة موسيقية في كتاب وقدمناه مؤخرا في استراليا، واهتمت به اهم المجـلات الموسيقية وهي "ايج" واعطت لـ"جدل" خمس علامات من اصل خمس ضمـن منافسات تدخل فيها اسطوانات موسيقية من شتى بقاع العالم.
 
* كنت بحضور مميز في غير مهرجان فني، ولكنك منذ فترة انقطعت عن ذلك، هل ثمة سبب دعاك لهذا الانقطاع وهل ستعاود اللقاء بالجمهور ؟
- ان هذه المهرجانات وبصراحة لاهميتها عند تأسيسها الاول احتضنت الكثيــر من المواهب الجادة واطلقتها للجمهور محليا بمعنى عربيا وعالميا، من خلال استضافتها لمبدعين وفرق موسيقية ومسرحية وراقصة .. الخ، الى ظهور عبر شاشاتنا الفــن التجاري بسطحيته الفجة والذين يدعون او يزعمون النهوض بالحركة الفنية في الوطـن، خيرات وثورات وجاز لنا ان نكون واحدا من الامم العظمى في تصدير المطربين والمطربات، ولكن يكون بمقدور الامم الاخرى ان تهزمنا، وبالحقيقة فقد تضاءلت القيمة الحقيقية للنفط امام الثروة الغنائية الشابة التي نصدرها لبعضنا البعض، والتي صار الهواة محترفوا الغناء والتلحين يمنحونها لنا ليلا ونهارا بواسطة عملاء اشاوس، فأين تريد ان يكون لي مكان في هذه المعمعة؟ مع العلم بانه بقي في اعماق الجمهور حنيـن قوي لاغنيات: مثل "جواز السفر"، "أحن الى خبز أمي"، "ريتا" وغيرها ... وكنت اعتقد بان موقفنا الرافض سيفيد ويعري هذا الواقع لكن كانت النتيجة معاكسة فاستقطبت المدارج والساحات وكـــل مدينة وكل قرية فيها حجر اثري انشأت مهرجانها ودعت هؤلاء المبدعين وتلقوا الدعوات من كل حدب وصوب للمشاركة بتجربتهم المميزة بالفن والتنوع، ويصبح هؤلاء فجأة حديث المدينة ونجوم السهرات وعنوان الثروات التي يتباهى المصدرون باحتكارها مع متعهدي الحفلات، وسوف يساهم في انعاش الوضع الاقتصادي بالبلاد وتؤكد متانة الثروة الوطنية التي سوف تكون ذخيرة نباهي بها الامم ونجابه بها الاعــداء ونصدرها لكل من تسول له نفسه من الشعوب الاخرى ان يزعم خلاف ذلك .......... اننا في زمن يعاني من القحط في كل مجال.
* وكي لا تظل الساحة والمدرجات لهؤلاء يلوثونها بما عندهم من سوء لا بد لك ان تطل على نفوس احبت كل تلك السيرة من الحنين والغضب التي حملتها تجربتك؟
-كما ذكرت لك كنت اعتقد ان الانسحاب او عدم المشاركة في هذه التظاهرات ربما يكـون رفضا ايجابيا لكنه لم يحقق مبتغاه لاننا محاصرون باعلام قوي يدخل بيوتنا كل يوم مــن الصباح الى المساء وهذا شيء مؤسف، ان التلوث كبير والتلوث ليس فقط في البيئــــــــة والطبيعة فالتلوث ايضا في ما نسمعه وما نراه وما نشاهده بالصور الملونة عبر شاشاتنا، وتصادف هذه السنة الذكرى الخمسون لنكبة فلسطين، وفي هذه الذكرى سأعود الــى ما اختزن البال من اغان لاقدمها في صيغة مختلفة جديدة بسيطة وعميقة في آن لاخـراج المستمع من هذا الكم الهائل من الاغاني المسيطرة عليها يوميا وبغير ارادته علنـا اذا اشعلنا شمعة صغيرة تضيء المكان ونكون عندها، قد ساهمنا من خلال مشاركتنا في التصدي للفن التجاري.
 
* نشر الحوار في مجلة " الموسيقى العربية" 1998


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM