الياسري: سنقول للناس الحسنى ونعيد اكتشاف بلادنا

تاريخ النشر       28/12/2009 06:00 AM


فيصل الياسري: "الديار" لن تكون حيادية فيما خص العراق بل موضوعية
بغداد– علي عبد الامير
لايتوقف الإعلامي والمخرج العراقي فيصل الياسري عن مشاريعه المميزة، حتى ليكاد يبدو اخطر شخصية اعلامية عراقية، فمن برنامج " افتتح ياسمسم " التربوي الى برنامج "الملف" الذي قرأ عبر شاشة "تلفزيون بغداد"  وقائع حرب الخليج الثانية 1991، ومن " تلفزيون بغداد الثقافي" الذي اغلق بأمر من النجل الأكبر لرئيس النظام العراقي السابق عدي الى مشروع " القناة الفضائية العراقية" الذي ابتعد عنه اثر خلافات مع المؤسسة الإعلامية التي لم تكن تحتمل " حيادية تعتمد المهنية الإعلامية " كالتي يتوفر عليها الياسري، ومن  قناة  " العالمية" التي كانت تبث ضمن " شبكة راديو وتلفزيون العرب" الى قناة" الديار" التي بدأت بثها التجريبي قبل ايام وبعنوان فرعي " قناة عربية بنكهة عراقية".
وعلاقة الياسري الشخصية الوطيدة بصاحب الشبكة العربية الشهيرة، قادت الى تقديم الأخير " عونا كبيرا" كما يشير الى ذلك الياسري فالقناة العراقية الجديدة " اطلقت ضمن حزمة " شبكة راديو وتلفزيون العرب"، ووجدت موقعا لها على القمر، وانشأت مركزا لاعادة البث في العاصمة الأردنية عمان، فضلا عن وجود مكتبة تلفزيونية عامرة من 120 الف شريط ستوضع تحت تصرف " الديار" وتقنيات متقدمة فيما حصلت من موزعين عرب على "  هدايا قدمت على شكل برامج" .
 

الياسري:دون اخبار العراق وفلسطين ستتحول القنوات الى روتانا 
  
وحول المدى الذي سيتوافر لـ"الديار" للمناورة مع ازدحام الفضائيات في الأثير العراقي وتخصيص برامج لا تنتهي، تتسابق في شد انتباه المشاهد العراقي قال صاحب فيلم " بابل حبيبتي" ان قناته " ليست مغرية لمن يبحث عن اجساد راقصة في الأغاني و الفيديو كليب، كذلك هي ليست مغرية لمن يبحث عن الدراما والأفلام ولا لمن يبحث عن افلام كارتون، كما انها ليست قناة إخبارية او سياسية ".
ويشدد الياسري ان " الديار" ستكون منشغلة بشؤون عراقية:امكنة، ذاكرة، النزول الى الميدان، الأخبار ستكون اربع نشرات، والنشرة المفصلة  الأولى ستحمل عنوانا بدلالة عراقية محلية " شكو ماكو" فيما الأخيرة ستكون " تالي الليل"، و تستعرض كل ما قدم من برامج وحوارات وتقارير عن العراق، فيما ستكون" النشرة الجوية " مصورة في اماكن لها دلالاتها العراقية، فثمة اعلى السطوح، وضفاف دجلة او الحديقة التي تخرج اليها العائلة العراقية في ليالي الصيف. النشرة الاقتصادية واسعار العملات ستصور في الأسواق، وفي محلات الصيرفة، بينما في برنامج  "كلام خشن"  ستكون هناك مساحة مفتوحة للحوار بين  العاملين في الديار والصحفيين الذين يغطون الشأن العراقي.
الياسري يؤكد انه لن يكون حياديا فيما خص العراق بل موضوعيا، ووسيلته في ذلك رصد للإنشطة الإيجابية في العراق، مع ان  المشهد العراقي صاخب حد انه  يثير البلبلة حتى بين الذين يراهنون على تجاوز المرحلة العنيفة الحالية،  فهو ( الياسري) سينشغل باسئلة من نوع : كيف يمكن التوازن الوطني وسط ظروف محيرة وقلقة ؟ودائما عبر نهج "قولوا للناس حسنى" مؤكدا " لامكان عندنا للإثارة، بل عندنا مكان فسيح للشفافية  والدعوة الجدية للعمل الذي به نبني العراق، ومن هنا جاءت دعوتنا : نعيش ويحيا العراق" .
ويضيف صاحب فيلم " الرأس": سنولي قضايا التعددية في العراق اهمية بارزة، وسنتأمل في كل المواقع التي قد تسبب  ضررا بالعراق، سنظهر التغيرات الإيجابية، سنعرض الحلو والصحيح حتى وان كان قليلا دون ان ننشغل بالكثير من السلبي".
ويرى الياسري " علينا ازالة الغبار عن كنوزنا الثقافية ونعيد الإعتبار لأعلام العراق في الثقافة والفكر والسياسة والبحث المعرفي والعلمي ".
والمخرج فيصل الياسري مولع بـ" الدراما التاريخية " انطلاقا من فكرة " رؤية الماضي  بعيون معاصرة" ولذا فثمة مساحة في المادة المعروضة في قناة "الديار"، فتلك المادة الفنية" تمنح المشاهد التفكير والإكتشاف" مؤكدا "وجدت الناس يتابعون الدراما التاريخية باهتمام ويفكرون معها "، ويستدل على برنامجه " اقتفاء آثر" وما حققه من نجاح في حلقته التي اقتفى فيها اثر المتنبي، مؤشرا على قدرة الدراما التاريخية من جذب اهتمام مشاهد " ما يزال قادرا على متابعة الجاد الذي يقدم اليه بشكل ممتع ".
وينفي الياسري الفكرة القائلة " لا مكان للجدية في شاشاتنا العربية "، مؤكدا " هذه ليست فكرة المشاهد، وانما هي فكرة مدراء القنوات المولعين بالمذيعات شبه العاريات".
وفي حين سيعتمد الياسري " المتعة والتسلية " في برامج قناته الجدية  فهو يستعيد ما انجزه في برنامج " افتح ياسمسم "، ويلفت " تساءلت وفريق العمل : كيف نجعله ممتعا مع كونه مفيدا؟ وهذا الأساس سيكون حاضرا معنا في الديار ، ستكون المعرفة في اطار من المتعة، سنعتمد المسابقات لتقديم المعرفة في اطار التشويق، ونشدد على الإطار الجميل لكل ما نعرضه ".
تجربة الياسري في " تلفزيون بغداد الثقافي" ستقدم عونا في العمل الثقافي ومساحته البارزة في " الديار" بل هو يشدد على " اعادة الإعتبار للثقافة في التلفزيون" وخصص في لائحة برامج قناته، برنامجا بعنوان " الثقافة  في الصحافة  " لمتابعة كل ما اهتمت به الصحف العراقية من شأن ثقافي .
 

الياسري لعبد الأمير:لجنة التحالف لم نجد فيها اي شخص له علاقة بالإعلام
 
وحول اجواء الحرية التي يعيشها الإعلام العراقي، وكيف سيستثمرها في حوار حر ضمن قناته، يقول الياسري: " دائما هناك صعوبات لقول الحقيقية، والسؤال المهم هنا هو كيف نتخلص من الموروث القمعي القائم على تغييب الاخر، وفي هذا الإطار هناك برنامج " دبابيس" وهو برنامج درامي كوميدي سنقدمه قائما على السخرية و لا ندري كم حلقة من هذا البرنامج سنقدمها دون رقابة "؟ وعن الحرية في العراق اليوم يستدرك الياسري قائلا : " الحرية نعم موجودة ، ولكنها  محدودة من غير وضع امني مستقر".
ويوضح الياسري " انا  الى جانب قرارالغاء وزارة اعلام ، ومع عدم وجود سلطة
تفرض وصايتها على الإعلام، ولكنني مع وجود مرجعية، وهذه المرجعية يجب ان تكون على شكل هيئة لها علاقة بالصنعة، فيما فاجأتنا  لجنة عينها التحالف للإشراف على الإعلام العراقي لم نجد فيها اي شخص له علاقة بالإعلام".
والإهتمام الاعلامي بالعراق يجده الياسري " البلاد واهلها صارت صانع اخبار " نيوز ميكر" : الحوادث، الإنفجارات، والقتلى هي دائما مركز جاذب للإنتاج، وهناك عدد من المحطات الإخبارية نشرت وانتشرت عبرحروب  العراق وحوادثه ، دون اخبار العراق وفلسطين ستتحول القنوات الى  روتانا " .

*نشرت في صحيفة "بغداد" آذار العام 2004



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM