نصوص  



الخابور

تاريخ النشر       08/01/2025 06:00 AM


علي عبدالأمير عجام

في خابورك ايها النهر تتهادى قواربك بحرير وبهارات ورحلات قديسين

تتهادى أدعية حجاج، واذرع تبتهل في الطين


في قاربك الذي ينزل من (سرّ من رآها) الى بغدادك، بابواب العلم، وغوايات الادب وسحر النساء

ينحشرون في قارب : فلاحون وثمار وطالبو علم وباحثون عن لذة ورنين الذهب

كأنه جفنة الحياة قوامه من خيرزان مطلي بالقير كي يتهادى بمرح على خذ النهر

قارب يغذو اكثر رشاقة فيصير كأنه سهم الحياة منطلقا الى مرافىء الجنوب

هناك حيث قارب القصب رسولنا الى البحار ورسالتنا المخبأة في قلوب رحّالة شجعان

 نزولا إلى بغداد كان اسمك "الكلك" بجلود الغنم المملوءة بالهواء وألواح الخشب المربوطة اليها

وصعودا منها كنت "الطرد"، كمركب خشبي كبير تمتد طويلا كدهر على رجال كانوا يجرونك من الضفاف بالحبال والعناد والشقاء

انت قارب سومري صنع في "ميسوبوتاميا"، لايهمه ان يصل سالما لكن يهمه جدا ان يمخر العباب ويلوح بحارته للضفاف باغنية النشوان

هو "قارب دجلة" يجدد الحكاية وان كان يتوارى مشتعلاً بالنيران في متاهات المحيط ( *)

هيردال يحرق سفينته أضحية  نبيلة مشتعلة، ولا يتركها في المحيط عرضة للتآكل والبلى

قاربك متوجا بالشعلة، الشعلة التي كانت رسالة الحضارة الى البشرية.

*الاشارة هنا الى "قارب دجلة" الذي صنعه البحارة النرويجي تور هيردال في مدنية القرنة من القصب، وسافر عبره حتى صول القرن الافريقي، في حلم كان يريد من خلاله ان يثبت ان السومريين وعبر قواربهم جابوا محيطات العالم.




 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM