رسائل من قاسم عبد الامير عجام الى شقيقه علي(1)

تاريخ النشر       21/04/2014 06:00 AM


اخي الحبيب ..
السلام عليك والأمان والعافية، دعائي الدائم لك ولعائلتك، ما وقف اخوك تحت قبة من قباب آل البيت عليهم السلام وقرأ الدعاء "اللهم لا تدع لي في هذا المكان المعظم والمشهد المكرم .. ذنبا إلا غفرته ولا ... إلا ... ولا ... ولا غائبا حتى أرد فيها بقوله، وهو علي أخي، ليقول : ولا غائبا – وهو علي أخي .. إلا أدنيته وحفظته .. إلا حفظته وأدنيته" .. وهو شأن ام ربيع بعد كل صلاة .. بعد وفي كل زيارة أو تلاوة، فانت هاجسنا الدائم وشوقنا الموجع ومحبتنا المقيمة، فأنت بيننا حديثا يدور أو تساؤلا يتشعب ثم لا ينتهي .. لا بمتى؟ ولا بكيف؟ نصطنع عن سلام واخيه حديثا ونرسم لهما صورة ثم نمضي الى مجرد فراغ، أو ندير حكاية كانت لنا وانت فيها القطب والرحى ثم نغادر دفتر الحكايا الى كأس من صبر مر، اصطلح على ان يوصف بأنه  الصبر الجميل! وإني لأجرعه كل يوم مرارا، تسقيني إياه سيارة بطيئة ( ترقل ) بي بين مسكني والحلة أو يسقيني إياه ركابها الذين توهموها انها بعض مضايفهم فأطلقوا لاحاديثهم اعنة الصراخ والخوض في كل شأن .. وما عليك الا الصمت او التظاهر به وانت تضج بالقرف والمرارة أو تغص بكأس الصبر الجميل إياه، ويسقيني اياه نهار من الكد يسلمني الى ليل مظلم نستعين على ظلامه بالنوم او بشيء من القراءة على ضوء كليل يتحالف مع تعب النهار لنشر شبكة النوم على الجسد المستنفذ أداء" لواجب او رغبة وخيبة .. وتطلعا في اللاشيء او كل شيء بعين ناظرة او بعين طائرة، تلك هي الحلقة التي يدور فيها ما بقي من عمر (تسرسب) كطحين ما بين الاصابع، واعجب ما فيه مكابرته .. مكابرة إذ يتطلع الى انجاز مالم ينجزه في اوانه، ومكابرته إذ يصر على الحلم محلقا اليه من قواعد النقاء باهظ الثمن، ومكابرته في تعاليه المستمر على الهرج والمرج الى نغم صاف لا يسمعه الا هو، ولا يضطرب لنغماته إلا قلبه، ومكابرته اليومية في ضحك يصنعه للسخرية مرة وللضحك مرة ولدعابة راسخة فيه مرة اخرى. 


هذه كلمات عجلى – قد أو انشاء الله تصلك مع الاخ الدكتور صباح المرزوك وهو في الطريق الى ليبيا وهي عجلى رغم اني احاولها منذ ايام، فلا خثرة الصبر تنزاح لأكتبها ولو على ضوء فانوس، ولا نزيف وقتي يسمح لي باقتناص ساعة من عمل كي ابثها اليك .. غير انني اقتنصها منه اخيرا، على مكتبي قبل ان اسلم الكتابة الى حاملها.. واسلم معها غير الشوق ولهفة المحب صورة لأخيك وحفيديه (علي وياسمين) في بيتنا .. بصالة الاستقبال (بعد التحسينات) وسأكون جد سعيد إذ تصلك هذه الصورة التي لا املك نسخة منها.
هل اشكرك لما ارسلته من كتب او ملابس او ...؟ لا .. الأبهى ان اعرب عن سروري لانها اشياء تردد لغيري ما اردده انا لنفسي من انك معي ابدا. 
ولكن لا تنس ما قلته لك عن التفكير والمباشرة بارسال ما اشتري به لك دارا، ولا تنس ان تكتب لي كلما استطعت.  
هنا .. كلنا بخير، الكل يدعو لك ويتمنى لك التوفيق والسلامة والنجاح، واكبر الاخبار ان حيدر يستعد للتسريح الذي يستحقه رسميا اوائل شهر كانون اول القادم، وقد تم قبول أزهر في معهد التكنولوجيا -المسيب الواقع في مفرق المشروع (حلة – بغداد) ..لكنه لا يبدو مرتاحا.
ربيع تفرغ لمهنته بعد تسريحه من عمله الوظيفي وعمله جيد لكنه متعب إذ يستغرق العمل حتى الليل، وليتك تدري كم يزداد حبهم لك وشوقهم ! مثلهم في ذلك مثل وفاء التي ما إن تسأل عنك حتى تمتليء عينيها بدمع سخي .. وستكون الصورة القادمة ان شاء الله لابنها ( صاحب ) .. صاحب العذوبة والجمال.                                    
 وأخيرا تزوج حليم وانتهت عزوبيته، عروسه ابنة جيرانهم الملاصق لبيتهم وهي فتاة طيبة خريجة كلية الآداب ،انهم جميعا في حديثك وفي سؤالهم المعتاد : ما اخبار خالي علي؟ وكل اخوة يعسوب وفاهم يسألون عنك بشوق وكذا كل الاقارب، كل الاصدقاء .. يهدونك تحياتهم وتمنياتهم. 
وسلاما لك ابدا .. وبركات الله وجناح رعايته.
اخوك              
21/10/1999         


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM