مؤيدو صدام يتحولون: "الجزيرة" وعطوان ..موسم الهجرة الى طهران

تاريخ النشر       07/07/2014 06:00 AM


منذ نحو عام بدا انحياز قناة "الجزيرة" يتضح شيئا فشيئا الى الجانب الايراني حيال قضايا الخلاف مع واشنطن، ورؤية طهران فيما خص أوضاع لبنان وفلسطين، وصولا الى تتويج قطر حملتها الدعائية الخاصة بتلميع الدور الايراني، بدعوتها الرئيس احمدي نجاد الى مؤتمر قمة "عربي" كانت الدوحة تعمل عبره على افشال قمة الكويت المتزامنة.
والقناة القطرية عملت منذ تأسيسها العام 1996حتى حرب الاطاحة بصدام في العام 2003على الدفاع عن الديكتاتور العراقي والاساءة الى كل قوة عراقية معارضة لنظامه، ثم الدفاع عن سياسات "البعث" والقوى الاسلامية الارهابية المتحالفة معه كالقاعدة وما شابه منذ ان بدأت عمليات القتل الجماعي تحت شعار "مقاومة الاحتلال" حتى اشهر طويلة بعد اعدام الرئيس الاسبق اواخر العام 2006.


ومثلت "الجزيرة" في خطابها الاعلامي والسياسي اتجاها يجد صداه في "الشارع العربي" الذي استسلم بقوة للتيارات الاصولية الاسلامية والقومية التي ترى في الغراب واميركا شرا مطلقا لابد من مواجهته، بل هي اي القناة التي تشرف عليها وزارة الخارجية القطرية، الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي تقول انها تلتزم معايير المهنية وترفض وصف الارهاب على عمليات القاعدة ومشتقاتها المتطرفة الاسلامية في العراق وافغانستان وباكستان والسعودية ومناطق واسعة من اوروبا وبالطبع اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية على اميركا.
وكان من الطبيعي ان تكون اصوات اعلامية وسياسية عربية لها مواقفها ودعواتها في الدفاع عن نظام صدام والتحريض على الغرب، في صف قناة"الجزيرة" ومن بين من اصبح علامة دالة على تلك الاصوات: رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" عبد الباري عطوان، والصحافي المصري مصطفى بكري والكاتب الداعية الاسلامي فهمي هويدي وغيرهم.
"الجزيرة" وكتيبة الاعلاميين القوميين العرب ممن حولوا قبلتهم من عبد الناصرلا الى بن لادن، هم جميعا ضمن الة اعلامية جبارة تديرها قطر وهي تمضي قدما في مناكفة جوارها الخليجي وتحديدا السعودية والكويت، وانطلاقا من هذا كانت مواقفها الخاصة بدعم نظام صدام ايام تصعيده العدائي للكويت والسعودية، ومن هذا ايضا مواقفها اليوم المتوددة الى طهران، لاسيما ان الخلاف السعودي ودول "الاعتدال" العربية مع ايران المتمددة في شرق الوطن العربي: العراق، سوريا ولبنان واليوم في دولة حماس الاسلامية لم يعد سرا خافيا.
المثير هو في حديث اجرته قناة "الحوار" مع الصحافي عبد الباري عطوان واعاد موقع "ايلاف" على شبكة الانترنت تقديم فقرات منه ، فالرجل صاحب المواقف الساخنة والشرسة دفاعا عن صدام الذي يصفه عطوان بانه "شهيد العراق والعروبة" يتحول مدافعا شرسا عن طهران، ومنددا بالسعودية التي "تريد جر العرب الى حرب مع ايران"، فيما يرى ان "من واجب العرب الوقوف مع طهران التي تريد القضاء على اسرائيل"، دون ان ينسى بالطبع ان يخفف من النفوذ الايراني في العراق ولبنان وفلسطين.
الارجح ان عطوان وكتيبة الاعلاميين العرب من رواد ثقافة التحريض الذين انتجتهم اصوليات قومية واسلامية في تحولهم ( تسبقهم الى ذلك قناة الجزيرة) من الدفاع عن صدام الى الدفاع عن عدوه اللدود:ايران، انما يؤكدون نموذجا للاعلام هو من صلب النماذج التي انتجتها الانظمة الديكتاتورية الشيوعية والبعثية والقومية والاسلامية، حين يصبح احد ابرز الوسائل في تنفيذ المخططات السياسية السرية منها والعلنية ايضا.
وبما ان الشعور بالعار شعور انساني عال السمتوى لان صاحبه يكشف عن وجود ضمير حي داخله يحاسبه على ما اقترفه، الا ان الشعور بالعار لدى ايرانيي الهوى من الحاكمين في العراق اليوم ليس واردا، حتى وان رأوا اعداءهم  السابقين: معسكر قناة "الجزيرة" وعطوان  وهم يتحولون من تأييد عراق صدام الى تأييد ايران الملالي.
 

* من سلسلة مقالات كنت كتبتها في موقع "كتابات" وبإسم "المراقب الاعلامي"



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM