أميركا: مواجهات الليبراليين والمحافظين تتصاعد في ساحات "تلفزيونية"

تاريخ النشر       07/07/2014 06:00 AM


انها ليست مجرد مواجهة بين "نجمين" في اثنتين من كبريات محطات الاخبار التلفزيونية في اميركا، فالهجوم والهجوم المضاد بين كيث اولبرمان من محطة "ام اس ان بي سي" و بيل اورايلي من محطة "فوكس نيوز" هو تلخيص كثيف للمواجهات المتصاعدة بين الليبراليين والمحافظين.
وفيما تصاعدت هجمات الطرفين، باءت بالفشل محاولة للقبول بـ"وقف لاطلاق النار" اثر دعوة سلمية من صحيفة "نيويورك تايمز"، الا ان المحاولة باءت بالفشل حين غادر رئيس محطة "فوكس نيوز" روجر ايليس اجتماع  ضمه الى جيفري ايملت الرئيس التنفيذي لشركة جنرال اليكتريك التي تملك شبكة "أن بي سي" دون التوصل الى نتيجة لوقف الهجمات المتبادلة.

كيث اولبرمان
 
جنرال اليكتريك وايران وما بينهما العراق؟
في ذلك الاجتماع تساءل ايملت كيف يمكن لمقدم البرنامج في "فوكس" اورايلي ان يلومه ويتهمه بالتسبب في قتل جنود اميركيين في العراق ؟
وكان اورايلي قال ان "شركة جنرال اليكتريك تتعامل مع ايران التي يؤكد القادة الاميركيون انها تسلح الميليشيات الشيعية التي تهاجم جنودنا في العراق وبالتالي فان الشركة مشاركة في قتل جنودنا"!
وعلى الرغم من اتفاق للتهدئة في ايار ( مايو) الماضي اثر لقاء جمع رئيس العديد من شبكات الاعلام الكبرى وبينها "فوكس" روبرت مردوخ ورئيس "جنرال اليكتريك" ايملت، الا ان مقتل طبيب عمليات الاجهاض جورج تيلر بعد ايام قليلة من هجوم قناة "فوكس" عليه وتحديدا في برنامج  المذيع اورايلي، دفع بالمذيع اولبرمان الى معاودة الهجوم على الاول متهما اياه بانه "المحرض على قتل الطبيب تيلر" وقال انه "من غير
المقبول لرجل بلا بعد نظر وغير مسؤول ان يبث مرة اخرى على الهواء".

اوباما في منطقة تقاطع النيران
 في الليلة التالية رد المذيع اورايلي بقوله "ان شبكة ام اس ان بي سي  تبث الكراهية"، موضحا ان "ايملت يستخدم اخباره لتعزيز الانشطة والتوجهات الليبرالية لادارة الرئيس أوباما ليبرالي الأنشطة بمقابل الحصول على  عقود حكومية بمليارات الدولارات".واعاد التذكير بما كان قد اوضحه عن تعاملات "تجارية قاتلة" بين " جنرال الكتريك "و ايران، داعيا المشاهدين الى الكتابة الى رئيس الشركة حين بث على الهواء عنوان بريده الاليكتروني الشخصي.

بدوره قام ايملت بالاتصال مع ايليس قائلا ان اورايلي  ذهب بعيدا هذه المرة ويجب ايقاف الهجمات الشخصية، فيما رد ايليس بان هذه الحرب قد انتهت.
ولكن الحرب كانت قد بدأت لتوها في "ام اس ان بي سي"  حيث ثمة  الكثير من الاختلاف مع الشبكة الام "ان بى سى نيوز"ورفض اولبرمان عرضا بالتهدئة من المديرين التنفيذيين ولوح بالاستقالة إذا لم يتم التوصل الى حل يرضيه شخصيا.
وعلى الرغم من الوصف المفاجىء للمذيع في " فوكس" غلين بيك للرئيس اوباما بانه "عنصري" الا ان محطة "ام اس ان بي سي" لم ترد، فالجانبان اعتبرا الانتقاد "داخل الحدود المقبولة".
وفي اوائل الشهر الجاري تم الاعلان عن اتفاق لوقف اطلاق النار بين اولبرمان و اورايلي الا ان الاول "أنا لست طرفا في الاتفاق" ليعلن لاحقا في تصريح وقعه بوصف "أسوأ الأشخاص في العالم" بانه بات مستقلا عن شبكته.
على الطرف الاخر كرر اورايلي عدم الالتزام بالاتفاق فقال ان" جنرال اليكتريك قد ضللت المستثمرين في البورصة، و كانت "ان بي سي نيوز" ، التي تملكها جنرال الكتريك ، من اكبر من المؤيدين للرئيس اوباما في وسائل الإعلام ، وعن ذلك تلقى رئيسها جيف اميلت مكافأة عندما عينه الرئيس اوباما في المجلس الاقتصادي الاستشاري الخاص به".
وتبدو "معركة اولبرمان- اورايلي" تلخصيا لمشهد النزاع الفكري اليوم في اميركا لجهة المواجهة بين معسكر الليبراليين الذي ينتمي اليه اولبرمان ومعسكر المحافظين الذي عادة ما تبدو "فوكس نيوز" اقرب الى الناطق الرسمي باسمه والمدافعة عن سياسات اليمين الجمهوري ومنها سياسات ادارة الرئيس السابق جورج بوش.
وكان الرئيس اوباما ضحية تقاطع نيران المعسكرين، ففي حين تتهم "أم اس ان بي سي" بالعمل على الترويج لسياساته الليبرالية، واشاراتها الى بدء الانتعاش في الاقتصاد الاميركي كمؤشر على نجاح خطة اخراج الاقتصاد من الركود، تتولى "فوكس" وصف تلك الخطط بانها ضد مبادىء الرأسمالية والحرية الاقتصادية وتطبيقا من اوباما للمبادىء الاشتراكية

* نشرت في مجلة "الاسبوعية" التي كنت مراسلها في واشنطن بإسم علي الشمري



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM