نقد فني  



المصممة من أصل عراقي زها حديد تقاضي ناقدا معماريا أميركيا

تاريخ النشر       19/09/2014 06:00 AM


علي عبد الأمير عجام
لم تتوقف المراجعات النقدية الخاصة بالانجاز المعماري للمصصمة الانجليزية من اصل عراقي، زها حديد، عند توصيفات ترى في مشروعاتها، "تمردا صارخا" و"حداثة متطرفة" وحتى "تعارضا كليا مع البيئات والثقافات المحلية"، بل امتدت الى ملاحقة مشروعاتها، بعين النقد الاجتماعي، وهو ما فعله الناقد المعماري مارتن فيلر، الذي كتب مراجعة في مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" نصف الشهرية الشهيرة، لكتاب روان مور "لماذا نبني: السلطة والرغبة في العمارة".
واشار الناقد الى "تصريح أدلت به حديد في مناسبة صحفية في شباط الماضي عن وفيات عمال البناء في قطر"، بحسب تقرير اورده  موقع " السجل المعماري" (
http://archrecord.construction.com) واطلعت عليه "واي نيوز"، وتضمن فقرة اعتبرتها حديد تشهيرا بها، ما دفعها الى اقامة دعوى قضائية ضد الناقد فيلر، ومجلة "نيويورك ريفيو اوف بوكس" امام محكمة في نيويورك، توضح فيها ان "العرض الذي نشره فيلر في الخامس من حزيران الماضي يسيء‭ ‬الى سمعتها، ويلمح كذبا الى عدم اكتراثها بظروف العمل الصعبة للعمال الوافدين في مشروعات معمارية ضخمة في الشرق الاوسط".
سقطة الناقد المعماري فيلر، بدت مدوية وكبيرة، امام حديد، التي احتجت على فقرة لفيلر توضح "انها لم تظهر اكتراثا بنحو الف عامل هلكوا أثناء بناء "استاد الوكرة" الذي صممته لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022"، لكن البناء في الاستاد المثير في تصميمه لم يبدأ حتى الآن، وهنا ماكان امام الناقد، الا  الاعتراف  ان "لا وفيات حدثت بين العمال في مشروع استاد الوكرة وتعليقات السيدة حديد عن قطر التي نقلتها في عرضي للكتاب لا صلة لها بالمشروع" مستدركا "اعتذر عن هذا الخطأ."


الناقد مارتن فيلر والمصممة زها حديد وما بينهما " استاد الوكرة" المثير للجدل
 
التلميح الذي تولاه فيلر الى "عدم اكثرات حديد بموت العمال" في مشروع "استاد الوكرة"، كانت المصممة من اصل عراقي، اعتبرته "إساءة قوية لسيرتها المهنية"، وحتى بعد تقديم اعتذاره، فان صاحبة "جائزة بريتزكر" التي تعتبر "جائزة نوبل في العمارة"، ما تزال تدرس الامر مع وكيلها القانوني، وقد تقرر سحب دعواها، اذا ما نشرت " نيويورك ريفيو اوف بوكس" اعتذارا بإسمها الى جانب اعتذار الناقد، الذي كان الى حين يعتبر احد اكثر نقاد العمارة تأثيرا في اميركا والغرب.
وسرعان ما صار الموضوع، مثار تعليقات مختصين عدة، فقد كتب الناقد بول غولدبرغر في تغريده له على "تويتر": "زها تثبت انه كلما زاد النجاح كلما اصبح جلد صاحبه اكثر رقة"، في اشارة الى انه يغوي بالكثير من توجيه السهام ومحاولات الحاق الاذى،  وهو ما تحقق في شكواها القضائية التي توضح ان مقالة فيلر سببت لها "إضطرابا نفسيا وجسديا شديدا."
وكان "التصميم الملتوي" لاستاذ الوكرة الذي وضعته زها حديد،  نال كثيرا من التعليقات الفجة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما وصفته بانه يشبه العضو التناسلي الانثوي (المهبل)، فيما كانت حديد، قاربت فيه ملمحا اجتماعيا محليا، فهو جسّد أشرعة "قوارب الدهو" التقليدية المستخدمة لصيد اللؤلؤ في دول الخليج. وهو ما اكدته شركة AECOM، المسؤولة عن تنفيذ عقد "استاد الوكرة" الى جانب " زها حديد- معماريون "، مؤكدة ان التصميم "مستوحى من القوارب الشراعية التي لطالما حملت أجيالا من الصيادين المحليين وغواصي اللؤلؤ، فهو ينسج معا، ماضي دولة قطر وفق رؤية للمستقبل".

*نشرتها وكالة "واي نيوز"28  آب 2014




 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM