البصرة 2005: متشددون يهاجمون طلبة كلية الهندسة وطالباتها عقابا لنزهة

تاريخ النشر       22/09/2014 06:00 AM


بغداد – علي عجام*
بعد اقل من يومين على ما نشرته " الحياة" (الثلثاء الماضي) حول النفوذ المتزايد للجماعات الشيعية المتشددة في الجامعات العراقية، كان طلبة جامعة البصرة (جنوب) يتظاهرون في رد فعل غاضب على الأعتداءات التي تعرض اليها طلبة كلية الهندسة في الجامعة على ايدي مجموعة من المتشددين خلال سفرة ترويحية قام بها " مهندسو المستقبل" الى " حديقة الاندلس" المعروفة كمكان عام للترويح والنزهات.
طلبة متظاهرون اتصلتهم بهم " الحياة" وصفوا اعضاء تلك الجماعات،" انهم أسوأ من عصابات صدام حسين، ضربوا زملاءنا وزميلاتنا بالعصي والأسلاك الكهربائية  معتبرين الخروج الى المنتزه مخالفا للشريعة الأسلامية ".


 
الشهود اكدوا ان خمسة عشر طالبة وطالبا مصابا نقلوا الى  " مستشفى الموانىء"  بعد ان دخلت على " المتنزهين" مجموعة من الشباب يتقدمها رجل دين وانهالت عليهم بالضرب المبرح متهمين اياهم  بارتكاب "المعاصي المخالفة للشريعة"  لافتين" تمزقت ملابس الطالبات والطلبة على اجسادهم من شدة الضرب ".
اللافت هو في اعتراف من شارك في ضرب الطلبة، واستولى على كاميراتهم وهواتفهم النقالة(لم ينج الاساتذة)، و ظهر احدهم على قناة تلفزيون تبث الى العراق "مباركا الدفاع عن الأخلاق ومتوعدا بالمزيد من العقاب".
 احتجاج الطلبة واجهته السلطات في البصرة بتحميل المسؤولية للطلبة " لم يكونوا موفقين في توقيت نزهتهم " كما ذهب الى ذلك رئيس مجلس محافظة البصرة داعيا المحتجين الى التهدئة ، وموقف السلطات المحلية لم يكن مفاجئا للطلبة، فهي تتصل فكريا بمنهج المجموعات المتشددة وكانت فرضت نفوذها اعتمادا على بث قيم "تكفير" من يعارضها الرأي.
سامر عبد الحميد الدفار وهو شقيق احد الطلبة الذي تعرضوا للضرب اتهم افرادا من " مكتب الصدر في البصرة " بالمسؤولية عن الإعتداء ، وابلغ " الحياة" ان قيادات في المحافظة " تسترت على المعتدين ومنعت الصحفيين من تصوير تظاهرات الطلبة الإحتجاجية" . 
 
 
ملف التدخل القسري للجماعات المتشددة في المدارس والمعاهد والجامعات تصاعد بعد ان " اظهرت الإنتخابات صعودا بارزا للأحزاب الشيعية السياسية" ، فالمعلمة ( اميرة) من محافظة الحلة ابلغت " الحياة" وقائع عن نفوذ الجماعات الشيعية المتشددة في مدينتها مشيرة " بالامس كنت انا من تقرأ كلمة الخميس وتحية العلم العراقي. بدأت كلمتي ببيت شعر لابن الرومي:

ولي وطن آليت الا ابيعه       والا ارى غيري له الدهر مالكا

وحضرت مديرة المدرسة  الى وسط الساحة طالبة من التلاميذ عدم ترديد شعار "عاش العراق - عاش الوطن" والاكتفاء فقط بالسلام عليكم". وتستطرد اميرة قائلة " سالت دموعي بعد تلك الصدمة واذا بالتلاميذ يصفقون " .
وضمن ما توصفها " مظاهر التعليمات الجديدة للجمعية الوطنية المنتخبة" تروي اميرة " حضرت مجموعة من " قوات بدر " ترتدي الملابس السوداء  الى (المعهد الفني في منطقة ابو غرق )، وابلغت طلبة المعهد ضرورة ارتداء الملابس السوداء لمدة شهرين و التهديد بالفصل من المعهد في حال مخالفة الامر، فيما اكتفى مدير المعهد بالصمت حيث لاحول ولا قوة للرجل ".
طلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل منعوا ممارسة النشاطات الفنية والتطبيقات الاكاديمية "في فنون الرسم والمسرح فيما توجهت اليهم المجموعات المتشددة ذاتها"  سنمارس عليكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ".
المعلمة اميرة ذاتها تقول " تعرضت الى التهديد مرات عدة من قبل بعض زميلاتي المعلمات ممن يحضرن اجتماعات في جامع وتديرها امراة قادمة من ايران، وتم تحذيري من المساس باي رجل دين او حاولت ممارسة الديمقراطية مع التلاميذ".
وتنهي المعلمة ملاحظاتها عن النفوذ المتصاعد للمجموعات المتشددة بالسخرية، قائلة: " الف شكر لابراهيم الجعفري الذي سيصبح العراق معه من ارقى الدول المصدرة للقيمة والرز"، في اشارة الى الطعام الذي يوزع خلال العزاء  الحسيني.
* "الحياة" 29-3-2005


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM