11نيسان 2003: عراقيون يقولون ان نهب المؤسسات وحرقها أضاعا وثائق تدين النظام

تاريخ النشر       22/09/2014 06:00 AM


عمّان – علي عبد الأمير*
أجمع عراقيون في داخل البلاد وخارجها على ان نهب مؤسسات الدولة ومقرات " البعث" ومراكز اجهزة الأمن والمخابرات وحرقها افقدهم "وثائق تدين النظام" محذرين من صراعات طائفية وعرقية تقف وراءها عناصر سلطة الرئيس صدام حسين .
وفي ما دعا الشخصية المعارضة المستقلة عدنان الباجه جي الى ان تتحمل قوات " التحالف" مسؤولية حفظ الأمن وصون الممتلكات، قال عراقيون تحدثت اليهم " الحياة" ان عناصر النظام كانت وراء مظاهر السلب والنهب، لافتة الى " خطة" كانت ابلغت الى تلك العناصر تشدد على " القيام " بمثل هذه الأعمال مع أنهيار سلطة صدام حسين وصولا الى اشعال نيران " فتنة " طائفية وعرقية .

بعد قصفه اميركيا خلال الحرب: حريق يلتهم مبنى الاتصالات في شارع الرشيد ببغداد
 11 نيسان 2003( ا ف ب)

وقال عراقي رفض الكشف عن اسمه، وكان اطلع على خطة وضعتها " اجهزة حساسة " في نظام الرئيس صدام حسين عقب انهيار سلطاته في 14 محافظة شمال العراق وجنوبه العام 1991 ان " الخطة تتضمن اربع مراحل، الأولى وتتميز بالمواجهة العسكرية والثانية هي للمقاومة عبر جيوب تعرقل تقدم العدو والثالثة للأعمال " الغوغائية " التي تقوم بها عناصر الحزب والأمن والمخابرات وتختلط فيها اعمال السرقة بتدمير الوثائق التي يمكن ان تدين المسؤولين والرابعة هي مرحلة القاء مسؤولية ما حصل من اعمال نهب وتدمير على طائفة معينة او قومية لإشعال صراعات اهلية  تحاول تضخيمها اطراف سياسية واعلامية عربية ".
وكان وزير الخارجية العراقي الأسبق عدنان الباججي قال في بيان له ان على القوى العسكرية الأجنبية المتواجدة في العراق ان "تتحمل مسؤولية كاملة عن حفظ أمن المواطنين وصيانة كرامتهم وممتلكاتهم فضلا عن سلامة المرافق العامة والخاصة"  مطالبا  مجلس الأمن "اتخاذ الاجراءات اللازمة لتمكين الامم المتحدة من لعب دور أساسي في اعادة الحياة الطبيعية والتمهيد لأقامة سلطة وطنية تحوز على ثقة الشعب وفق الاساليب والقواعد الديمقراطية المطلوبة" .
 من جهته قال احد القيادات الشيعية العاملة في داخل العراق، وهو الشخصية المعارضة لنظام صدام حسين، السيد اياد جمال الدين، ان "اعمال العنف والإنتهاكات التي اعقبت سقوط سلطة صدام حسين متوقعة"، لافتا الى ان " 35 عاما من سيادة قيم العنف والأسلوب الدموي في ادارة البلاد تنتج حالات من العنف المقابل"، غير ان جمال الدين الذي اتصلت به " الحياة " وهو في الناصرية، انتقد رد فعل قوات " التحالف" مشيرا الى انها " لم تقم بفرض الأمن كما لم تكن متعاونة مع قيادات سياسية ودينية وعشائرية حاولت السيطرة على الفراغ الذي نجم عن سقوط سلطات صدام ".
واعلن جمال الدين نجاح " سلطة شعبية " في محافظة ذي قار، اذ قام شيوخ عشائر ورجال دين وشخصيات سياسية مستقلة في تكوين " مجلس بلدي "وفر سيطرة "سلمية " على مؤسسات الدولة واجهزة النظام الأمنية والحزبية .
وعن اعمال قتل لعناصر من " البعث " شهدتها مناطق من مدينة الثورة في بغداد قال رجل الدين الشيعي الذي سيتوجه ( الأحد) الى بغداد ان عددا من اتباع المرجع الشيعي الراحل محمد صادق الصدر يقومون بالقاء القبض على قيادات محلية من الأمن والبعث، ومن المحتمل ان هنالك عمليات قتل تطاول من يقاوم القبض عليه.
الى ذلك قال معلق سياسي كردي ان ما اشير عن مسؤولية الأكراد في " فوضى لحقت بالموصل " لا اساس له من الصحة . واشار كمال عمر  " لا مطامع للأكراد بالوصل ودخولهم لها كان ضمن خطة التنسيق مع التحالف"، مشددا ان" خطة مشبوهة تحاول اثارة صراع عرقي بين العراقيين لتعطيل مشروع بناء عراق مابعد صدام".
واشار عمر الى ان "رفع بعض العناصر اعلاما تركية في كركوك،  هو محاولة من بقايا تنظيمات " البعث" في المدينة المتعددة الأعراق في اشعال فتنة على جميع الأطراف الإنتباه اليها".
وكان معلقون عراقيون قالوا ان " تدمير مقرات الامن والمخابرات" افقد البلاد  " السجلات والوثائق التي تدين المجرمين وتفضح الوكلاء والمندسين وتبين اهات المعذبين في غياهب تلك السجون  الرهيبة". ونوهوا في كتابات على مواقع عراقية في " الانترنت" الى "مخطط جهنمي لولادة مافيا جديدة على غرار المافيا الروسية التي اعقبت زوال الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي  المنقرض  والتي تقودها بقايا جهاز الكي جي بي البغيض".
 

* تقرير اخباري نشر في "الحياة" 12 نيسان (ابريل) 2003



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM