1997: جامعة عراقية على مسافة قريبة من بابل ولا تدرّس شيئاً عن حضارتها

تاريخ النشر       24/09/2014 06:00 AM


عمّان – علي عبد الأمير*

ليس بعيداً عن الموقع الذي تتوزعه آثار الحضارة البابلية, تتوزع أبنية, قاعات ومختبرات ومكتبات "جامعة بابل" التي تأسست عام 1990 من أربع كليات وأصبحت الآن عشر كليات, ثمان منها في محافظة بابل (الحلة) واثنتان في محافظة كربلاء وهي كليات: القانون والهندسة والمعلمين والعلوم والطب والتربية والإدارة والإقتصاد والتربية الرياضية والفنون الجميلة.
ويؤكد رئيس جامعة بابل الدكتور يحيى توفيق الراوي ان الجامعة استطاعت خلال فترة وجيزة ان تحقق مستوى علمياً مرموقاً إذ حققت المركز الثالث في مؤشر الطلبة المتفوقين, وتعتبر الجامعة من حيث الحجم الإداري والطلابي ومستوى القبول متوسطة الحجم وتأتي بعد جامعتي بغداد والمستنصرية.
وتم قبول 1944 طالباً توزعوا على كليات الجامعة هذا العام ضمن الدراسة الصباحية و 1250 طالباً توزعوا ضمن الدراسة المسائية.



 
ويحدد رئيس الجامعة "الأسس المركزية" للقبول فيها, وهي تعتمد الرغبة والمعدل والرقعة الجغرافية. ويرى ان إجراءات تكثيف المحاضرات الدراسية وتصليح عشرات الأجهزة العلمية اعتماداً على الموارد الخاصة بالجامعة مثل الحاسبات إضافة الى تجديد وإدامة المكتبات والإستعانة بالمحاضرين الخارجيين لتعويض التقص الحاصل في كادر الأساتذة والمشرفين, مكّنت الجامعة من تغطية كامل المحاضرات الدراسية وتوسيع أقسام الدراسات العليا في كليات الجامعة.
وتمنح جامعة بابل شهادات عليا (ماجستير ودكتوراه) في كليات العلوم والقانون والهندسة والتربية والتربية الفنية, وتعمل على إدخال حملة الشهادات العليا في هيكلها التدريسي والعملي, وتتوفر على مجمع سكني لأساتذتها يتكون من 90 وحدة سكنية وهي بذلك تقدم لهم إمتيازاً أصبح في ظروف الحظر الدولي ونتائجه اجتماعياً واقتصادياً نادر الحدوث.
ورغم نية الجامعة التوسع في عملها البحثي والمعرفي عبر المراكز العلمية وكما يصرح بذلك رئيسها الدكتور الراوي, إلا انها غضّت النظر عن فتح مركز بحوث الحضارة البابلية, لما يتطلبه مركز كهذا من إمكانيات ضخمة لا تستطيع الجامعة او وزارة التعليم العالي التي ترتبط بها, توفيرها. وهي بذلك تفقد ميزة خاصة بها إستطاعت تكوينها جامعات أخرى في العراق مثل جامعة البصرة التي أنشأت مركز بحوث البحار ومركز بحوث النخيل وجامعة الموصل التي أنشأت مركز بحوث الغابات.
وبسبب العزلة الناتجة عن قلة اشتراك الهيئة التدريسية في المؤتمرات العلمية والتظاهرات البحثية, وعدم اتصال الجامعة بما يستجد من وسائل ومناهج البحث والتفكير التي توفر بعضها الدوريات والمراجع الجديدة, لجأت الجامعة الى توطيد علاقات علمية وثقافية مع العديد من الجامعات العربية مثل: جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا, وجامعة الجزائر, والجامعة الأردنية, وجامعة صنعاء, وجامعة قناة السويس, من أجل التعويض عن بعض النقص في مجال وسائل ومناهج ومصادر البحث العلمي.

* تقرير نشر في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة 26/12/1997



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM