انهم يقتلون الورد رمياً بالرصاص!!

تاريخ النشر       20/10/2009 06:00 AM


كاظم غيلان*
اتذكر انني في يوم ما اعترضت على عنوان قصيدة لاحد الشعراء الشباب، واتذكر جيداً ان العنوان كان "مشانق ورد" .. وكان اعتراضي مفاده ان هناك تعارضا جمالياً بين المشنقة والورد، وكنت متطرفا في اعتراضي.
 

الراحل قاسم عجام في حديقة داره مبتهجا بمقدم ربيع 2003

بمرور الايام، زحفت المشانق صوب الورد، زحفت الكراهية يدا بيد مع الحقد صوب الحب، في الوطن الذي هبطت على مدنه اثار الحضارة، وولد الحرف، وشاعت الاغنية، وكان لكل مجسات الانسانية محطاتها.. كانت هناك المأساة التي القت بظلالها علينا.
هل يعقل انني اعترض على عملية "شنق الورد"، وها هي رصاصات الغدر والنذالة تخترق جسد ورأس طائر الحرية والصبر والثقافة العراقية الشريفة، يا لها من رصاصات سافلة تفقدنا قاسم عبد الامير عجام.. الذي كابر وراهن على انتصار شرف الثقافة العراقية.
بمَ ازعجتهم يا ابا ربيع، بالكبرياء الذي افتقدوه واحسوا ان ذلك نقصهم الذي لا يمكن تعويضه الا بقتلك. ولماذا؟
أمن اجل شهوات الانفس المريضة التي رضعت من ثدي الفاشية والجريمة.
ولماذا تصر النذالة على ان تنتصر!!
ولماذا كل هذا القبح الذي في ارواح المجرمين من الارهابين وايتام صدام، يحاول ان ينتصر على قيم الجمال والابداع؟
ولماذا يا أبا ربيع نفجع نحن تلامذتك واخوتك؟؟ وهل نحن فعلا بحاجة الى الفواجع؟
نحن الذين انتمت لنا الفواجع وانتمنيا لها بمحض ارادة الشرف الذي اخترناه.. وكنت انت في طليعة موكب هذا الشرف .. ساعدنا الله على تحمل النكبات.
ساعد الله، علي عبد الامير، الذي كان اكثر من اخ لك.
ساعد الله كل الذين عرفوك، وخبروك، وصادقوك بل وحتى الذين لا قيتهم مصادفة.
ساعد الله الشاعر موفق محمد،  المفجوع اولاً بولده.. وليس اخيراً بك يا أبا ربيع، فجميعنا مهيئون لان نلحق بركب الشهداء من اجل هذا الوطن الذي ابتلى بالمآسي.
 
* شاعر وصحافي


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM