نصوص  



سكنت في أعاليها ملايين الطيور

تاريخ النشر       26/11/2014 06:00 AM


علي عبد الأمير عجام*

كيف لوقفة صلبة، و رقّة كالهفيف ان تجتمعا في كائن واحد؟
هي ابنة الدفء، لكنها ما يورث الظل الندي للبرتقال والبقدونس والنعناع
من تمرها تزود البدو الرحّل، والغزاة والقتلة، واليها يؤوب المتعبون
يكفيها انها تمتص لهيب الشمس كي تحنو على الناس ببرد الظلال
ابنة التربة الحارة ومبتكرة الرطب الحلو، يشدّون الى جذعها السفن والخيول واللصوص العيارين و الشعراء المارقين
 

بستان نخيل في الطريق الى الحلة 2011: تصوير ع ع
 
 
ينظر الى بساتينها الغريب ليقول: كيف لإمّة فيها هذا الجمال الرشيق ولا تغدو أسيرة الغناء الجميل والشعر العميق؟
الى حنوها أوت قوافل، وفي ظلها استراحت جيوش وكتبت فتوحات
من جذعها عمّر الناس ملايين المنازل، وفي اعاليها سكنت ملايين الطيور
ومن كربها المشدود بحبل على ظهور الصغار، صارت ضفتا النهر طوع السابحين
نهران صاغا "ميسوبوتاميا" تاريخا من الامل والاسى والمعرفة والمرارة
والنخل جوهرة التاج في بلاد الرافدين


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM