نصوص  



ليل الضواري الطويل

تاريخ النشر       05/08/2015 06:00 AM



علي عبد الأمير*

 


أما وقد صارت الفضائل عرشا

فستكون المدينة ملكة الكذب وحده

ذلك ان النفوس لفرط ما ادمنت خفوتها وانكسارها

وضيق سماواتها

لم تعد تعرف ما يعنيه نسيم الخير وعاصفة الشر

ما لون الأسوأ وايقاع الأفضل

لم يعد الافق سوى مرتقى

الى عرش وقد صار راحتها الأبدية

لا الأضرحة ولا القصور ولا الأبراج

انما سدنة الخوف في قلعة خلاصهم يرمقون حياتنا

وقد صارت عربات تنظر حوذييها الميتيين

ليس ثمة أمل لنبي فيها ولا مركب سيهتدي لفنارها

تيه ترفعه الرياح الى سماء مقفرة

لا شعاع مقدس

لا نبرة سكينة

بل ليل الضواري الطويل

حيث الضوء الخارج من المدينة يحبو والعذاب يتوهج

لا سلالم تروي خطى الناس بل توثق سرعة انحدارهم

الى مظلم الومضات وسفيه الذرى البعيدة

حتى الأشرعة المنسية منذ زمن طويل طوتها عاصفة غامضة

حتى المراكب المثقوبة القاع جرها لبلاب قاس الى حدائق الحجر

كثيرون قضوا صعودا واقاموا اضرحة مكللة أفاريزها  

بما تساقط من حزن كامن في مطر الهي

هز الأبراج والظلال معا

أحال الأمجاد الى اغصان متدلية في الهواء

تجر معها برجا يتأرجح على رأس بلدة

تغرق ممراتها في اسفلت المكائد، فيما بيوتها مفتوحة على خطايا

تقذفها موجات مضيئة

حيث لا غنى الا بمعنى ان كذبة في كل وثن

والماس ليس مرصعا بالجواهر بل يجلو صمته بمرح ميت

ليست سواحلنا هذا بل تورمات ارض ضربتها الرياح وهي تمضي عميقا


لا يقين يثبت ان البيوت هنا على البحر كانت أقل خوفا حتى وان طوّعت الهواء

قبل ان تزحف عليها بشكل خافت دناءات بلاد سقطت لتستقر عميقا في جحيم

كانت ارتفعت اليه الفضائل لتصبح عرشا

اما العابرون فقد فضلوا الانحناء للخطايا لكنهم اشترطوا ان يكون ذلك في خشوع

 

واشنطن- تموز 2015



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM