نصوص  



موت حي

تاريخ النشر       24/08/2016 06:00 AM


علي عبد الأمير 

الى محمد محمد حسن عجام


كن على يقين ان موتك أشبه بالانتصار على حياة مبتذلة

ثقّ انك تخففت كثيرا من أثقال ناءت بها روحك

ليكن في علمك انك الوديع الفريد خارج قطيع الأذكياء القساة

أولئك ممن كانوا يأخذونك على محمل الاستخفاف

 وإن رحموا فعلى محمل الشفقة

ما الذي خسرته؟

لا شيء على الإطلاق

كنت غريبا يا رجلا أطيب من أم

وأنزه من كادح

لا لغة تشبه تلك التي تتحدث بها ولا رنين كلمات يرقى الى صوت تهذيبك


لم تجزع من كدمات تركتها قسوة الأب على جسدك

ولم تكفر بحليب أمّ ولا بصلة رحم

كنت غريبا ولكن عن عالم فظ غادر كضبع

الحياة عندك صنو العمل

والعمل عندك صنو الوفاء

والوفاء عند صنو اليد الدؤوب

كنت تعيد لليد اعتبارها يوم صارت غريبة بين الروبوتات

تعمل بها، تخيط بها الثياب

تعيد رونق القديم من القمصان وترتق السترة التي مثل روحك نأت عنها السعادات  

كنت رحيما بوقتك الفض العسير

كنت صابرا كنبي  يبتسم لقومه الأوباش

هكذا جاهدت كل فظاظة

واحتملت وحيدا كل نذالة

وبقيت ساهرا على نبض حي

نبض بات غريبا

فرحلت بعد أن ثقلت على كاهلك حياة كالنوائب


* الراحل هو ابن شقيقتي والصورة هي لزقاق تبدأ معه منطقة السوق القديم حيث كان محمد محمد حسن عجام يعمل بالمسيب - محافظة بابل وعلى اليسار محل كان يشغله والدي قبل مغادرتنا القضاء الى بغداد عام 1966. والصورة أرسلها لي قبل شهر، طه، شقيق الراحل. 



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM