يتعرض المثقفون العراقيون ( داخل البلاد )، الى نوع من المعاناة الاسطورية . فهم شأن شرائح المجتمع العراقي اليوم يعيشون عصر الشحة الذي توجته لهم " البطولات الفذة " وفي ضنك قل نظيره يحاولون الوصول الى صباحات أقل رعباَ .
ركوب الطائرة أشبه بمسرَة .. خمس سنوات في العزلة، خمس سنوات في العثرات والتقتير والضنك ومحاكاة الألم .. الى جانبي الشاعر عبد الوهاب البياتي يغالب أنفاسه المتقطعة بأبتسامة وسيكارة بين أصابعه .
شكلت هجرة المثقفين العراقيين هاجساً لدى المؤسسة الثقافية العراقية الرسمية طوال العام الماضي، فجاء قرار وزارة الثقافة والاعلام تقسيم الأدباء والكتّاب في العراق الى ثلاث فئات يتقاضى بموجبها المشمولون رواتب شهرية في سعي لاقناع المثقفين بالبقاء داخل الوط ...
الثقل الأكبر في مسؤولية اعادة احياء " الطبقة المتوسطة" في العراق والتي كان لها الدور البارز في بناء العراق المعاصر ( 1920-1958 )، سيكون في من تبقى من علماء ومهندسين واطباء واكاديميين وبرجوازيين صغار
حين احتضنته في بغداد استعدت مشهدا في العام 1970 وانا في "اعدادية المأمون" اذ قابلني جبارياسين الذي كان يدرس في مرحلتي ذاتها ( الرابع العام) ولكن في شعبة غير ( آ ) التي كنت انا فيها ، ليأخذني في حديث عن الثقافة ورياح التغيير
الرحبي كان اكثر ضيوف المربد ذلك العام ذهولا وأمانة وصمتا ورقة، فهو وان كان ضيف الحكومة العراقية الا انه لم يكن متماهيا مع "نشوة" انتصار العراق في الحرب، وينوه في احاديثه الى نهج النظام الديكتاتوري،
نصوصهم صارت منذ سنوات ، ملتهبة وتعيش حروبها السرية والمعلنة ، فكيف حال شعراء في العراق الآن وقد اطبقت النار على فضاءات البلاد ؟ كيف ارتعاشاتهم ، كيف خيباتهم ، كيف انفاسهم المنهكة ؟
لأنهم سادة الحنين، والذين يجدون في الامكنة القديمة، بعضا من حميمية بدت تفتقدها حياتنا المعاصرة، لذا كان طبيعيا ان نجد اكبر تجمع للمثقفين في عمّان – خارج انتظامهم المؤسساتي والرسمي –