ملامح عراقية للعام 1973 الرهيب

تاريخ النشر       23/05/2019 06:00 AM



علي عبد الأمير عجام 

هذا تاريخ ثقافي ليس بالضرورة أنه مكتسب لضرورات الموضوعية "التأريخية"، بل هو إلى حد كبير توثيقٌ شخصي لأحداث عاصفة صادف أن انضوت في عام واحد هو 1973، لكن لها من التأثير ما يجعلها حاضرةً حتى بعد ما يزيد على أربعة عقود على عامها العاصف والمدهش.

حلم بغدادي رحيب
في العام 1973 قدم الرحابنة (عاصي ومنصور وفيروز) المسرحية الغنائية الشهيرة "المحطة"، على مسرح البيكاديللي ببيروت التي كانت ستنتظر نحو عام لتحترق في حرب أهلية ستدوم حتى العام 1990، وفي دمشق يوم كانت ليالي معرضها الدولي، محطة حقيقية للفنون والنغم الرفيع بخاصة.
تلقف العراقيون من ابناء الطبقة المتوسطة وتحديداً في المدن الكبرى شريط "المحطة " ففيه من الأغنيات والألحان ما سيشكل علامة فارقة في الارث الفيروزي والرحباني بعامة، فثمة الاغنية الشجية " ليالي الشمال الحزينة"، ثم ما سيكون الحدث الابرز في حياة زياد الرحباني ( حينها لم يبلغ العشرين بعد)، حين غنت له والدته فيروز، ما سيكون فعليا لحنه الغنائي، "سألوني الناس"، الذي جاء في تلويحته الشرقية، لحنا على حدة في النتاج الفيروزي. ثم الاغنية التي تقطر عذوبة ولذة روحية حتى بعد أكثر من 45 عاماً على تقديمها أول مرة: "رجعت الشتوية"، ثم ذلك النشيد الروح الفذ، الذي ما انفك إلى اليوم يبدو  براقاً مدهشاً، فيه من القوة الروحية ما يجعل الذات الانسانية تسمو وهي تواجه النأي والألم والخوف، وبثقة على ذات من النقاء والصفاء "أيماني ساطع".

حلم عراقي ما
في العام ذاته كانت تصفيات كأس العالم لكرة القدم للعام 1974 الحدث الأبرز في الكرة العراقية لأنها المشاركة العراقية الاولى في هذه التصفيات. والرحلة العراقية مع التصفيات بدأت من استراليا 1973 حينما وقع منتخبنا في مجموعة ضمت إلى جانبه منتخبات نيوزيلندا واندونيسيا واستراليا البلد المضيّف .
وافتتح منتخبنا الوطني مبارياته من مدينة (سيدني) يوم 11 آذار 1973 بلقاء أهل الدار الذي جرى وفق ما يشتهي الاستراليون، وبعد يومين فقط التقى منتخبنا منتخب نيوزيلندا المجهول، نجح في الخروج فائزاً بهدفي المرحوم بشار رشيد وصباح حاتم .
يوم 16 آذار خاض منتخبنا لقاءه الثالث في التصفيات أمام اندونيسيا لكنه خرج بتعادل مخيب للآمال بهدف واحد سجله اللاعب علي كاظم .
في الجولة الثانية من التصفيات عاد منتخبنا ليلتقي استراليا يوم 18 آذار في مدينة ملبورن في لقاء فاصل وانتهى بالتعادل السلبي من دون أهداف . بعد ثلاثة أيام فقط خرج منتخبنا الوطني في مباراته الخامسة بالتصفيات مع منتخب اندونيسيا فائزا بثلاثة أهداف مقابل هدفين سجلها كل من دوكلص عزيز وصلاح عبيد وصباح حاتم .
يوم 24 آذار خاض منتخبنا الوطني أمام منتخب نيوزيلندا وفي نيته الفوز بفارق هدفين مع انتظار تعثر استراليا أمام اندونيسيا للظفر ببطاقة الترشح، ونجح في الخروج فائزا بأربعة أهداف نظيفة حملت إمضاء صباح حاتم (3 اهداف) وعلي كاظم، غير ان استراليا سحقت اندونيسيا بسداسية وحجزت بطاقة الترشح الى الدور الثاني .
نجم "الحلم" العراقي ذاك، كان "ملك التغطية" الدفاعية، عبد كاظم الذي لعب معصوب الرأس والدماء تغطي قميصه.
 
الثورية بوصفها روح متصوفة 
في السنة العجيبة ذاتها، أحيت المغنية الاميركية المناهضة بلا هوادة للحرب، جوان باييز، حفلاً ضخماً في هامبورغ بالمانيا، وكالعادة كانت "الروح الثورية" في اقصاها، والرفض لحرب أميركا في فيتنام في اقصاه ايضا. وثمة "جانب عراقي" في حياة هذه المغنية التي صارت ايقونة للسلام، فحين بلغت العاشرة (1951) حطّت رحالها مع عائلتها في بغداد، التي كانت تستقطب أبرز خبرات العالم في شتى الاختصاصات، ولما كان والدها آل باييز، عالماً فذاً في مجال الاشعة والفيزياء، فأنتدب لمنظمة العلوم والثقافة الدولية (يونسكو)، من أجل تأسيس قسم الفيزياء بكلية العلوم في جامعة بغداد.
كانت سنة "عجيبة" لعائلة هذا العالم، حد أن الأبوين أصدرا في العام 1988، كتاباً عنها حمل عنوان "سنة في بغداد"، اعتبراها "سنة ساعدت على بلورة قيم الأسرة".

"ربيع" العراق السياسي والثقافي
في تموز من عام 1973 وقع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد، على اتفاقية "العمل الوطني المشترك" مع الرئيس أحمد حسن البكر وبحضور نائبه صدام حسين، لينضم الحزب الشيوعي إلى "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" في تحالف بدا وثيقاً مع حزب البعث، وليبدأ "الربيع العراقي" السياسي والثقافي والاجتماعي الذي ظهر تباشيره فعليا قبل هذا التاريخ بسنة، يوم احتفل الشيوعيون واليساريون والوطنيون العراقيون بطريقة عفوية مع البعثيين بعد اعلان الحكومة تأميم النفط في حزيران 1972.
وفي آذار 1972 التقى قادة "البعث" و"الشيوعي العراقي" لمناقشة أرضية "العمل المشترك" ضمن المبادئ الاساسية مثل الاشتراكية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية. وصدر اعلان يوضح المبادئ المتفق عليها، كأساس للتعاون بين الاحزاب في "الجبهة الوطنية"  التي اعلنت رسميا في 1973.
وفي كانون الاول 1973 صدر القانون القاضي بتأميم حصة "بارتكس ـ كولبنكيان"  البالغة 5 بالمئة من "شركة نفط العراق"، ولهذا الاسم "كولبنكيان" رنينه الخاص في الذاكرة العراقية المعاصرة، فالشركة كانت تبني مشروعات تصب في خدمة المجتمع العراقي، فهي من بنى "ملعب الشعب" الذي صار رمزا تاريخيا للرياضة العراقية، فضلا عن مشروعات ثقافية ابرزها "المتحف الوطني للفن الحديث" الذي ضم جواهر من التشكيل العراقي المعاصر، فضلاً عن الجامعة المستنصرية وعشرات المرافق الحيوية الأخرى على امتداد البلاد.

ألينيدي وجارا وما بينهما نيرودا في حدث ثقافي عراقي بارز
في أيلول العام 1973على تدبير الانقلاب العسكري الذي اطاح بحكم الرئيس اليساري سلفادور اليندي في شيلي. ومع نهاية شهر آب وحين "يفتح للشتا باب"، تكون بغداد إستعادت شيئا من حيويتها التي تلظت بلهيب حقيقي على إمتداد ثلاثة شهور، ومع أيلول تطرق نسمات رقيقة على وجه المدينة الساخن، غير أن تلك الطرقات تتحول هواء عذبا ينعش الأرواح في تشرين الاول، حين يتقدم الخريف تاركا لبغداد ان تبتكر أجمل أيامها في العام. وتشرين الاول العام 1973 جاء محمولا على أجنحة من الأمل،  فثمة إنفتاح ثقافي وسياسي وإجتماعي ميّز صيف ذاك العام عبر إعلان "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية"، ودخول النخب العراقية الأكاديمية والثقافية في "منافسة حقيقية مؤثرة عنوانها مشاركة واسعة في بناء عراق عصري قائم على سلام سياسي واجتماعي بعد عقد الستينات الدموي"، وثمة مسار شخصي رحيب، إبتدأته مع دخولي الجامعة وإحساسي بملامح أولى للحرية الشخصية .
ما بين الإنفتاحين الإجتماعي والشخصي، كان هناك حدث شكّل مفترقا لا في مساري الفكري وحسب، بل في مسار جيل من المثقفين العراقيين وقطاع ليس بالضيق من شباب العراق في أوائل سبعينيات القرن الماضي، انه "إسبوع التضامن مع الشعب الشيلي"، الذي شهدته "جمعية التشكيليين العراقيين "في المنصور إعتمادا على جهود لافتة لعدد من الفنانين والأدباء والصحافيين الشيوعيين وأصدقائهم من العاملين في الحقل الثقافي .
الحدث وإن جاء بعنوان عريض قائم على " التضامن الاممي" مع النظام اليساري في شيلي الذي اسقطه إنقلاب الجنرال بينوشيه في  اا أيلول 1973، الا أنه فعليا كان تظاهرة علنية قد تكون الأولى للثقافة الشيوعية في العراق، بعد هزيمة تلك الثقافة سياسيا واجتماعيا مع إنقلاب شباط 1963 الدموي. 
لم يكن الحدث مجرد "تضامن أممي"، بل كان إعلانا مدويا عن قدرة الثقافة العراقية في أوائل سبعينيات القرن الماضي في تشكيل نسق لا يسقط في فجاجة الثقافة "الملتزمة"، بل في إحتفاظه بالعناصر الجمالية حاضرة ومشعة، وعبر ذلك النسق، إنتظم كم هائل من التظاهرات والأسابيع الثقافية الذي توفر على نبض من الصدق والأحلام قارب الوهم.

شارع السعدون ببغداد سبعينيات القرن الماضي (أرشيف علي عبد الأمير عجام)

الحرب على باب الجامعة
شخصيا، عرفت تحولات جوهرية في العام 1973 ، ابرزها دخولي الحياة الجامعية، طالبا في كلية "الطب البيطري"، التي على بابها الرئيس في ضواحي بغداد (قرب ابو غريب)، وقفت ملوحا لقطعات الجيش العراقي وهي تندفع باتجاه الحدود للمشاركة في الحرب العربية- الاسرائيلية ( حرب اكتوبر 1973)، لتكون تلك المشاهد اشارة "شخصية" على الاقل، بان ربيع بلادي وربيعي الشخصي، سيكونان محاطين بتحولات رهيبة حقا.
ومثلما وقفت ملوحا للقطعات وهي في طريقها الى الحدود وصولا الى مهمتها الرئيسة في "الدفاع عن دمشق ومنعها من السقوط بتأثير ضغط القوات الاسرائيلية المندفعة من الجولان"، كما تقول الرواية الرسمية، وقفت بعد شهر تقريبا ملوحا للجنود العائدين من الحرب، وهم بوجوه وملابس علاها الغبار والتراب الذي اخذت حفنة منه عبر ما علق باحدى العجلات، موهما نفسي بانه من تراب الجولان التي ذهب "الاشاوس" من اجل الدفاع عنه.

إسحاق هييز يضع موسيقى أشهر برنامج ثقافي في "تلفزيون بغداد"
في العام 1973، قام مغني السول اسحاق هييز بتقديم عرض موسيقي بارز في شيكاغو، ضمن حدث ثقافي تضامني حمل عنوان "الشعب متحد لانقاذ الانسانية "، وفيه جاءت الاغنية – العمل الموسيقي اللافت "شافت" الذي سيصبح لسنوات طويلة المقدمة الموسيقية لاشهر برنامج ثقافي في "تلفزيون بغداد"، الا وهو برنامج "السينما والناس" الذي ظل فسحة ثقافية وفنية راقية لجمهرة كبيرة من العراقيين يوم كانت الثقافة والمعرفة والجدوى الانسانية، تشغلهم عقليا وروحيا، لا بل ان الموجهات الفكرية لتلك المرحلة، كانت وجدت في البرنامج، وبحسب مقدمته على الشاشة، السيدة اعتقال الطائي، ومخرجه ومعده البارع علي زين العابدين، مسارا يعتمد تقديم الافكار الانسانية الكبرى في اطار من التسلية الراقية، تمثله السينما وعروضها المذهلة تلك الايام.

"البيتلز": الغضب الشاعري الجميل وحيرة فاضل ثامر
في الثاني من نيسان 1973، اصدرت شركة "كابيتول ريكوردز" للانتاج الموسيقي، اسطوانتان الاولى بعنوان " الألبوم الأحمر" وضمت أغنيات الفريق البريطاني الشهير " البيتلز" 1962-1966، و" الألبوم الأزرق" وضمت أعمال الفريق 1967-1970، اي الاعمال التي وثقت تاريخا من الغضب الشاعري نقل الغناء البريطاني والغربي عموما، من ثنائية "الكلاسيكية الرصينة مقابل الحداثة الراقصة"، الى مستوى جديد، هو النص الغنائي المبتكر، وفيه الكثير من النقد الاجتماعي، المحمول على معالجة لحنية خارج اي نغم من الانواع السائدة.
ارقّ من كان يشاركني الاستماع الى موسيقى "الروك اند رول" تلك الايام، كان صديقي في "اعدادية المأمون"، رفيق عبد الرحمن، وقد اشعرني بحسد وغيض حقيقيين حين ابلغني بان اسطوانتي "الالبوم الازرق " و"الاحمر" حملهما اليه والده من لندن، ليتحول الحسد والغيض الى شعور بالارتياح والامتنان لاحقا، حين دعاني الى بيته كي نبدأ جلسات استماع طالت كثيرا، ثم امتدت لتتحول كتابة لنصوص الاغنيات، وكأنها مطلوبة في المنهج الدراسي، وعرض تلك النصوص على استاذنا في اللغة الانجليزية (السادس العلمي 1973) فاضل ثامر، الكاتب والناقد المعروف ورئيس اتحاد الادباء العراقيين لاحقاً، ليساعدنا في ترجمة بعض مقاطعها، والذي بقدر ما كان يعتبر انشغالنا، نوعا من النشاط الثقافي، الا ان الحيرة، كانت تتملكه حيال اهتمامي هذا، لاسيما انني عرضت عليه قبل ذلك، نماذج مما كنت قد كتبت من قصائد، ونشر مقطع من احداها في مجلة "الاذاعة والتلفزيون"، وشجعني على الاستمرار بكتابة الشعر، مثلما افرحه مقال كتبته في "النشرة الجدارية" الشهيرة للمدرسة وحمل عنوان "ما جدوى الثقافة"؟

"الفراشة": حلم الحرية الذي عشقه عراقيو السبعينيات
من النادر ان يكون شاب عراقي، عاش ببغداد في سبعينيات القرن الماضي، لم تكن العروض السينمائية الرفيعة ضمن زاده الثقافي والمعرفي وحتى الحياتي العادي، ومن النادر ان يكون من بين هؤلاء الشبان الذين كانت السينما من بين مصادر الثقافة والتسلية لهم، من لم يشاهد بمتعة وافتتان فيلم "الفراشة" او " Papillon " بالفرنسية، للمخرج فرانكلين شافنير، اعتمادا على قصة حقيقية عاشها وكتبها الفرنسي هنري شرايير، لتصبح الرواية الاكثر شعبيا بعد ترجمتها اول مرة الى الانجليزية، العام 1970. وحفل الفيلم باداء فذ من ستيف ماكوين ( السجين الذي نقشت على صدره رسمة "الفراشة" وقد اتهم بجريمة قتل لم يرتكبها، فيحكم بالسجن مدى الحياة منفيا الى جزيرة غويانا الفرنسية) ورفيقه السجن الانفرادي لويس ديكا (داستن هوفمان) الذي قدم واحدا من أروع أدواره على الاطلاق.
الفيلم المنتج في العام 1973 نشيد حرية لا يهدأ،  فالسجين (بابي)، او (صاحب الفراشة) يرفض المصير الرهيب بالموت في سجن مرعب وضمن جزيرة قصية، وعقابا عن جريمة لم يقترفها، ليورث رفيقه ديكا حلمه بالحرية، لكن الاخير ظل مترددا من المحاولة، وبعد محاولات فاشلة للهرب، ينال معها عقوبات رهيبة اضافية، يرصد (بابي) الامواج التي تضرب بقوة حافة الجزيرة السجن، ليجد ان الموجة السابعة بعد ست تضرب الحافة الصخرية العالية هي الاهدأ والتي تنساب عائدة الى عميق البحر، ليرمي بنفسه اليها وتأخذه طافيا الى الحرية في مشهد صفق له عشرات الالاف من البغداديين في عروض للفيلم امتدت نحو ثلاثة اشهر او اكثر، وضمن متابعة وصلت الى حد مشاهدة الفيلم اكثر من مرة، واقتناء موسيقاه ( تأليف جيري غولدسميث) على شريط كاسيت، صار من لوازم الموسيقى عند شبان كثر من رواد الثقافة والتسلية الراقية. 

الأعمى الذي هزّ أمة لا تبصر
لم أكن امتلك الوقت ولا الروية والتبصر كي أسأل نفسي: لماذا غرق أخي ومعلمي الناقد والباحث قاسم عبد الأمير عجام في حزن عميق ألزمه الصمت طويلاً حين تناهى إلى سمعه خبر وفاة "عميد الأدب العربي"، كما كان يكنى، طه حسين في 28 تشرين الأول 1973؟
قلت مع نفسي، وانا المنشغل حينها بقوة إلى اسئلة المستقبل وفوضى الحداثة في الفكر والموسيقى والسلوك المتمرد، قد يكون ذلك مرده إلى المكانة المميزة للثقافة المصرية عند اخي وثقافته الشخصية، دون أن انسى احتفائه بالعدد "الماسي" لمجلة الهلال وعلى غلافه كانت صورة مميزة للمفكر والناقد والتربوي الذي سأتيقن لاحقا من كونه الأعمى الذي هزّ أمةً لا تبصر حقا.
نعم، كان من حق أخي ومعلمي أن يستغرق طويلا في صمت حزين وهو يتابع بالسؤال: ما الذي سيكون عليه مسار العقلانية العربية في بعد طه حسين واثره في اعلاء قيم العقل والسؤال المعرفي، هو ما هزّ الثقافة العربية ليجعل منها احتمالا معاصراً قابلا للعيش في بيئة اجتماعية وسياسية ستصبح لاحقاً طاردة للمعرفة والعلم والتحديث.







 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM