في خريف العام 1990، كانت بغداد تطوي المسافات سريعا نحو الخوف التام، فقد كشر العالم عن أنيابه، متوعدا كل شيء في العراق بالمحو والتدمير عقابا لجريمة غزو الكويت واحتلالها، وكنت شخصيا، كما كثيرين من جيلي، أطوي المسافات سريعا نحو قدري. سيارة مسرعة تأخذني ...
لا يمكن لمتابع الوثائق الفوتوغرافية عن بغداد ومدن عراقية عدة في بدايات القرن الماضي إلا ويتوقف عند بطاقات بريدية تحمل توقيع ألكسندر. ج. زفوبودا التي تحمل إناقة التصوير والطباعة في وقت مبكر جداً على هذا النوع من النشر السياحي- الثقافي
البيت الذي انتمينا له في سنوات السبعينات الأولى من القرن الماضي، وسكنت في داخله أجمل واصدق وأنبل المشاعر والأحاسيس، والتي كانت تجيش في صدور شباب يمتلئ بأحلام كبيرة وتطلعات بلا حدود لصناعة الجمال وترسيخه في حياتنا قيما ومثلا وسلوكا.
توقفتُ مطولاً عند مشهد بيانو محطم مقلوب على ظهره ومسنود على جدار بيت قديم في زقاق بغدادي أقدم. تساءلتُ مع نفسي ما حكايته؟ مَن الذي حمله إلى هنا؟ هل هو قطعة أخرى من روح بغداد وهي تتحطم؟
مع إغلاق محل تسجيلات صوت الفن الذي عملت فيه لفترة ما بين صيف 1978 وخريف 1979، أغلقت باب المعرفة على جديد النغم الغربي لاسيما ان ذلك ترافق مع التحاقي بالخدمة العسكرية وبدء مرحلة من الجفاف والكدر الروحي والفكري تزامنت مع العواء البعثي المتعالي حد نهش أ ...
نحن الآن في بغداد تحديدا في آواخر 1978، بل في ليلة العام الأخيرة، التي كانت ليلة فيلم "حمى ليل السبت"، حين حمل صاحب محل تسجيلات "الفن الحديث"، الذي عملت فيه من خريف ذلك العام حتى اغلاقه في صيف العام التالي، أسطوانة الفيلم ذائع الش ...
قليلون اليوم من شبان بغداد يعرفون أن المغني اليوناني الشهير ديميس روسيز الذي توفي عن 68 سنة في أوائل 2015، أحيا حفلتين في مدينتهم يوم كانت لم تفقد بعد ملامحها كمعلم حضاري ومدني مؤثر.
يحتفل موسيقيو العالم في أكثر من محفل وبلد، وفي كل عام بذكرى حدث بارز في القرن العشرين مثّله "معرض وودستوك للموسيقى والفن"، المعروف بـ “مهرجان وودستوك” الذي أقيم تحت عنوان "3 أيام من السلام والموسيقى" في مزرعة ألبان بالقرب م ...
في الأسبوع الثاني من "عاصفة الصحراء" الرهيبة أصبحت أتفاعل مع الظلمة القسرية المفروضة على مرافق الثكنة التي أقضي خدمتي فيها، حيث تمضي خطواتي في عتمة كثيفة فالحروب توطّد ألفة مع الظلام.