مقالات  



السلطة العراقية والمثقفون العبيد

تاريخ النشر       17/08/2020 06:00 AM



علي عبدالأمير عجام

درجت السلطات العراقية ومنذ قيامها بالاستحواذ على الثقافة والنتاج الأدبي والفني بعد العام 1958 على أن تقرّب المثقفين العبيد وتعلي من شأنهم كونهم يمتكلون القدرة اللامحدودة على النفاق انطلاقا من كونهم بلا رصيد عقلي وروحي وانساني حقيقي ما يجعلهم مطايا السلطة وهو ما تحتاجه الأخيرة لتلميع صورتها وتعزيز نفوذها والترويج لأفكارها حتى وإن كانت قاتلة.

*الصورة من "فرانس برس" لمعرض ببغداد نيسان-2000

وإذا كان هذا السياق فاعلاً حتى العام 2003، فان سلطة معارضي صدام ومنذ العام 2005 حتى اليوم عززت السياق ذاته، فلو نظرت الى معظم المؤسسات الثقافية والاعلامية الرسمية اليوم تجدها تدار من طبقة المثقفين العبيد. الإعلام الرسمي بشقيه المرئي والمكتوب يدار من قبل شخصيات ثقافية بدون موهبة حقيقية وسبق لها أن تفننت في عبوديتها للنظام السابق واندرجت عميقا في ثقافته، أو من شخصيات بلا رصيد حقيقي خرجت الى الفضاء من المستنقع الطائفي. ومثل هؤلاء يحاولون تعويض تاريخهم المخزي مع ثقافة صدام بالكثير من الولاء للسلطة الحالية، وبالتالي فهم الخيار الأمثل.
السلطة الثقافية العراقية لا تحتاج أديبا وكاتبا وباحثا وفنانا حرا، بل تحتاج أولئك العبيد وما أكثرهم اليوم.



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM