"الأغنية البغدادية": قبلة أصوات نسائية عربية؟

تاريخ النشر       19/10/2022 06:00 AM


علي عبدالأمير عجام*

بعد وصولها مرحلة الإتقان الفني: النضج الادائي الصوتي، وشاعرية عالية في النص، وبراعة الألحان، جذبت "الأغنية البغدادية"، أصواتا عربية بارزة، قد يكون أهمها، صوت اللبنانية فائزة أحمد، التي إنطلقت من بغداد الى مصر، محمولة على نجاح ما صاغه لها مبدعون عراقيون في النصوص والألحان، في أول أغنية عراقية لها "ميكفي دمع العين"، وكانت من ألحان رضا علي وكلمات الشاعر سيف الدين ولائي، ثم من ألحان رضا علي أيضا،  "الله وياك روح تمهل بحبك"،  ثم لحّن لها أغنية ثالثة "خيّ لا تسد الباب". 

 
المطربة العربية إنصاف منير تغني في نادي الميناء بالبصرة مع فرقة موسيقية عراقية بقيادة الملحن وعازف القانون الشهير سالم حسين (أرشيف الكاتب)

وثمة "المطربات العربيات اللواتي وفدن الى بغداد في تلك الفترة الذهبية للأغنية البغدادية"، كالمطربة راوية، التي إشتهرت بأغنية "أدير العين ما عندي حبايب"، وهي من ألحان رضا علي، كما غنت قصيدة "الخمار الأسود" للشاعر مسكين الدارمي ومن ألحان عربي آخر وجد في بغداد، فسحة جمالية خلاقة، هو المبدع الموسيقي والتربوي الكبير روحي الخماش، والتي مطلعها: "قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بزاهد متعبد".
وحققت "الأغنية البغدادية"، نصيبا كبيرا من الشهرة لمطربات عربيات وفدن في العقد الخمسيني للغناء في بغداد، سواء أكان ذلك في ملاهيها أم في الإذاعة العراقية، منهن أيضا، حفصة حلمي، سميرة توفيق وإنصاف منير.
اما المطربة، نرجس شوقي، فشدت بأغان بغدادية عدة ، وفق قالب "غناء القصيدة"،  ومنها "ياجيرة البان" في مدح الرسول الكريم من شعر إبن معتوق، وهو من شعراء البصرة في القرن السابع عشر، ومن ألحان الفنان القدير يحيى حمدي.
وبدورها، فان المطربة اللبنانية، نهاوند، التي حضرت في فضاء "الغناء البغدادي" في منتصف العقد الخمسيني، فغنت "يبا يابا شلون عيون عندك يابا" من ألحان رضا علي، وشعر سيف الدين ولائي، مثلما غنت  قصيدة جميلة من نظمها بعنوان " أين يا ليل صباباتي وأحلامي وكأسي".

*جزء من فصل عن الأغنية البغدادية في كتابي "رقصة الفستان الأحمر الأخيرة- سبعة عقود من تاريخ العراق المعاصر عبر الغناء والموسيقى". 



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM