1964: ذات شرفة على الرشيد

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       17/09/2013 06:00 AM


هنا تماما في شرفة الجراح علي النقيب في "رأس القرية" بشارع الرشيد
هنا يوم كانت بغداد مدينة
ويوم كان الرشيد ... مدينة في شارع
وقفت في شرفة النقيب تاركا امي تتلوى من الامها في المرارة
كنت مذهولا من حجم السيارات الاميركية الفارهة وكيف يصبح اكبر وابهى من فوق
وكنت مذهولا من حجم صدور السيدات الانيقات وكيف تغذو اكثر اثارة واغوى

شارع الرشيد 1964 ( ارشيف علي عبد الامير عجام)
كنت اتلذذ بمراقبة ركاب الطابق الثاني من باصات مصلحة نقل الركاب وتصرفاتهم وملامحهم حين يصبحون اقرب الى يدي لو مددتها اليهم من الشرفة.
كان قد اغواني معرض "سنجر" حين يعرض الجديد من ماكينات الخياطة المفضلة عند شقيقاتي
كنت اتلذذ بالايقاع الصاخب للناس والسيارات والتدفق الهائل للرجال الانيقين واياديهم التي نادرا ما كانت تخلو من كتاب او صحيفة او مجلة.
من تلك الشرفة وبعد زيارات عدة لعيادة الجراح البارع علي النقيب، حين استأصل الحصى من مرارة أمي، صرت ومنذ تلك وقفة الانبهار ابنا مخلصا للمدينة وجماليات ايقاعها حتى وإن كان صاخبا.
 


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM