نقد أدبي  



حين استعادت مجلتنا "المسلة": 35 عاماً على رحيل السياب

تاريخ النشر       22/12/2014 06:00 AM


عمّان- "الحياة"
خصصت مجلة "المسلة" الثقافية الشهرية، في عددها الرابع، محوراً خاصاً بالشاعر العراقي بدر شاكر السياب، في ذكرى رحيله الخامسة والثلاثين، شارك فيه: ممدوح عدوان، فيصل دراج، عباس بيضون، نبيل سليمان، شــوقي بزيع، مفيد خنسة، اسامة اسبر، قاسم البريسم، جمعة الحلفي، سعد جاسم، علي عبد الامير. 



وتذكّر المجلّة أن ما تعرض له السياب من مصاعب، بسبب موقفه السياسي، هو ما يتعرض له اليوم "المئات من المثقفين الاحرار الذين يسعون الى تقديم ثقافة ديمقراطية وطنية حرة خالية من التوجيه والرقابة والايديولوجية والاشراف الحزبي واحتكار الثقافة وتحويل المثقف الى بوق دعائي لهذا الحزب او ذاك".
 
وقد اعتبر الشاعر السوري ممدوح عدوان، العائد إلى الكتابة بعد منع طال في بلاده، أن "القصيدة الجديدة استقلت على يد السياب عن المؤثر الخارجي، وعن المماحكات لاثبات الشرعية في الساحة الداخلية". في حين رأى الشاعر اللبناني عباس بيضون ان السياب "اخترع القصيدة الجديدة، لكنه، على الرغم من ذلك، لم يؤسس طريقة للكتابة... صنع شعرا حرا وتركه لنا". وتحت عنوان "السياب: الوعي الريفي والحداثة الشعرية"، كتب الزميل فيصل دراج محدداً الإشكال الذي يطرحه السياب، ويعود "الى تلك العلاقة المستحيلة بين المثقف والشاعر". وأوضح الناقد الفلسطيني ان "العودة الى مسار السياب تكشف عن فقر ثقافي شديد، على الرغم من حديثه المستمر عن ثقافته الواسعة".

وكتب الشاعر اللبناني شوقي بزيع "نادرون في الشعر العربي اولئك الذين سيتركون الاثر الذي تركه بدر شاكر السياب في جسد القصيدة العربية وروحها، فبعد 35 عاما على وفاته يبدو السياب اكثر حضورا وبهاء وقدرة على الفعل في النص الشعري الحديث من الكثير من الشعراء الذين يعيشون بيننا". واعتبر الشاعر السوري اسامة اسبر أن السياب هو "الشاعر الذي فتح نوافذ بيته لكل الرياح"، فقد كان "صادقا في المه وتعبيره عن ذلك الالم. لم يتصنع ولم يدّع، وانما عبر عن تجربة معرفية وكيانية بلغة شعرية حلقت الى الذروات". وتناول قاسم البريسم التوليد الدلالي في شعر السياب، وحداثة السياب التوليدية، ودلالة المطر في شعره، وكذلك دلالة الموت. ورأى سعد جاسم ان السياب كان يسعى في توظيفاته الاسطورية "لخلق عالم جديد بعيد عن الخرافة والوهم، وقريبا الى حد ما من الواقع المعيوش".

واعتبر مفيد خنسة رحيل السياب المبكر بمثابة دوي "يخلخل قباب الثقافة العربية ويجدد فيها" فهو "الاب الروحي للاجيال الشعرية اللاحقة". واستعرض نبيل سليمان ظروف لقائه الاول بالسياب "عرضت على ان احدثه فقط عن سردية الشعر وهو الذي يبدو علامة كبرى لنقلة كبرى في الشعر". وتساءل علي عبد الامير: "ماذا لو بدأ السياب مشروعه التحديثي الآن؟"، وأضاف أن السياب وضعنا بقوة امام سؤال التحديث "واعطانا الفرصة كي نأخذ ما اثمرته تجربته في الافتراق عن التقليدي، كي نواجه متغيرات عصر لا يهدأ". وتضمنت المجلة الصادرة عن "الاتحاد العام للكتاب والصحفيين العراقيين" قصائد ومقالات ودراسات، وقصصاً، وعروض كتب... إضافة الى مقابلة مع الفنان جبر علوان أجراها ابراهيم الطاهر، اعتبر فيها التشكيلي المعروف بأن اعماله عبّرت عن الروحية العراقية الحزينة.
 
* كنت أتولى رئاسة تحرير مجلة "المسلة" الثقافية المعارضة لنظام صدام حسين 1999-2003 والخبر نشر في "الحياة"   20/3/2000 

 




 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM