منذ العام 1988 وديوانه "بطولة الأشياء" وأنا أتمعن في الدروس الجمالية التي يقترحها الفلسطيني غسان زقطان شعراً ونثرا.
هي دروس في جوهر الشعر حتى وإن أخذت مديات تعبيرية أبعد من الشكل الكتابي، هي دورس في الإنصات العميق لعناصر الحياة ورفع أبهى ع ...
نحن بصدد قراءة نقدية وفحص لشعرية نص، ولكن هذا لا يمكن فصله عن اعتبارين، بل لا يمكن لنا أن نقرأ نصوص محمود درويش الجديدة "أحد عشي كوكبا- دار الجديد بيروت 1992 ط ١" دون أن تسقط قراءتنا في حيثيات واقعة تاريخية شكّلت منعطقاً حاسماً ف ...
تبدو الساعات الأخيرة في حياة الشاعر العراقي رعد عبد القادر أشبه بـ "مقطع أخير غامض في قصيدة ظل يكتبها طوال حياته. بل يبدو انه كتب هذا المقطع في أقصى درجات شاعريته واشدها إلتماعا واقترابا من اللانهائي واللامرئي"*.
لم تكن عمّان* تشبه أي عاصمة نفي بالنسبة للمثقفين العراقيين، فهي كانت المحطة الوحيدة التي تسمح للعراقيين بالعبور، لنحو عشر سنوات من عزلةٍ فرضت على البلاد بعد غزو الكويت. الجغرافيا ونهج سياسي أردني معتدل، عاملان جعلا عمّان البوابةَ الوحيدة لخروج ملايين ...
ببساطة شديدة مات في الحلة قبل أيام الناقد عبد الجبار عباس(1).
بدا جَزعاً تلك الجمعة وإستوحشه البرد كثيراً ... فلطالما كان يتحسس من البرد (مَن ينسى معطفه الشتوي؟)، يخاف الوحدة فيستعجل الألفة ودفء المعشر وحديث المحبة وشجن آخر الليل حين ترتعش الخطى عائ ...
من النادر أن تقع هذه الأيام على مصدر معرفي، يوفر أجوبة ما، لأسئلة عن المأزق الذي انتهت إليه الحداثة في العراق، دولة معاصرة وثقافة وافكاراً، غير أن كتاب الناقدة فاطمة المحسن «تمثّلات الحداثة في ثقافة العراق» يوفر مثل هذا المصدر، لا بل إنه يعيد القضية ...
لا يتقصد الشاعر عبدالخالق كيطان أن يذهب إلى المفارقة كسياق كتابي في نصوصه، أكانت تلك التي تضمنتها مجموعته الخامسة الصادرة حديثاً "النوم في محطة الباص" (دار الورشة- بغداد 2020) أو مجموعاته السابقة، بل هي براءة كتابية لجهة التقاط مشاهد في الح ...
يحلنا نص "في رثاءِ ما سيأتي" للشاعر طالب عبدالعزيز، إلى حساب عسير مع الفذلكة والاستعراض اللغوي الذي اندرجت فيه أجيال من الشعر العراقي المعاصر، ليضعنا حيال الدهشة العظيمة الآسرة البسيطة التي ما انفك الشعر يأتي منها ويدور في فلكها.
علي عبد الأمير*
في أمسيتين قريبتين, قرأ الشعراء خزعل الماجدي, محمد تركي النصّار, حميد قاسم وعبد المنعم حمندي, نصوصاً أمام جمهور إتحاد الأدباء، وفي مرة أخرى قرأ الشعراء جان دمو, كزار حنتوش, نصيف الناصري, حسن النوّاب وكريم شغيدل.
ليس مفاجئاً أن يكتب الشاعر محمد تركي النصّار نصاً محكماً في بنائه ومعناه، فهو منذ كتابه الأول "السائر من الأيام" 1992، ما أنفك ينحت على مهل نصوصه، وبصوت خافت النبرات يصوغ إيقاعاً خاصاً به، حتى وإن كان ضمن شكل "قصيدة النثر"، ومن هن ...