وفيما رحت أفرش أوراق مواقف الخسائر البشرية والمادية من اجل توحيدها ضمن سجل واحد، كانت عيوني تتركز شيئا فشيئا على صورة مختلفة عن سياق الفيلم المصري التقليدي، ثم بدأت أتلمس نوعا من المشاعر النادرة، من ايقاع الأحداث، من المونتاج والمؤثرات الصوتية.
وما بين انشدادي الذي كان يتصاعد بتصاعد احداث الفيلم الجميل، كان صوت الآمر يعلو مشددا على ضرورة ان انجز الموقف في تلك الليلة..
حرصت على انهي أمر الضابط المعروف بغلاظته وقسوته، الرائد طارق التكريتي، فيما كنت استرق النظرات الى فيلم، سأحتاج الى أكثر من عامين كي اشاهده مجددا في بغداد، وابكي معه تلك المشاعر النادرة، مشاعر صاغها المخرج الذي سابدا معه رحلة ثقافية خاصة: محمد خان الذي غادرنا أمس.