نص وأرشيف صوري: علي عبد الأمير عن نهر يورث الصفاء والعذوبة يورث الصوت الخفيض والإنصات عميقا للمنشد في محراب الله عن نهر تعلق قطراته المقدسة بمن ابترد في مياهه

كن على يقين ان موتك أشبه بالانتصار على حياة مبتذلة

علي عبد الأمير* هنا بدأ التأريخ، هنا قريبا منك وبوحي من أسطورتك الحية، كتب الله ثلاث ديانات كبرى في تأريخ كائنه البشري. يهود، مسيحيون، ومسلمون، يجمعون أن بقعة تنتهي اليها وفيها تستريح لتعانق الفرات، اختارها الرب لتعطي الحياة للبشرية.

علي عبد الأمير يضحك ساخرا من الله دون ان ينسى إبقاء دموعه لموتى صاروا جباة ضرائبه المقدسة

هنا شجر يورث العتمة وتتوه فيه المسارات هنا أذرع ترتبك وأقدام تتوه في تعقب الطريق كم ضاقت وجوهنا بالضوء الخافت لأفق مبلل

ليل الضواري الطويل علي عبد الأمير أما وقد صارت الفضائل عرشا فستكون المدينة ملكة الكذب وحده

مع إنني في المكان الذي أفنيت حياته من اجل أغنيته الاولى الساحرة مع إنني على ضفة النهر الذي اغواني بالاحلام والمسرة

كيف لوقفة صلبة، و رقّة كالهفيف ان تجتمعا في كائن واحد؟ هي ابنة الدفء، لكنها ما يورث الظل الندي للبرتقال والبقدونس والنعناع من تمرها تزود البدو الرحّل، والغزاة والقتلة، واليها يؤوب المتعبون

ايها النائح الوحيد.. لا كلمات تداني محنتك. ايها الصابر الوحيد.. خذ جزاء ما انبت: ابناؤك الذين يقتلونك بلا كلل منذ اكثر من خمسين عاما.

وقفنا ذات يوم ملوحين للأمل، وان كنا نغص بالالم كنا احتمالات، و مسارات كبرنا في مطارح وشتات