ذهبوا ... لقد ذهبوا/ وتركوا الأغنية تفتش في دفاتر النسيان/ آه من رحيل صاح كثيراً في دهليز إقامتنا/ ماذا في صباح النفوس/ ما الذي جعلها كجوقة منشدين وكلام جدير بقداس؟
عمّدها النهر وخضّبها بموسيقاه قبل ان تكتب اول لحن وتسهر على عذب غنائها قلوب عاشقة.
هنا صاغ الفارابي "كتاب الموسيقى الكبير"، وهنا رقّت أوتار زرياب، وهنا كتبت أول أغنية في سيرة الانسان، تلك التي خلّدتها نصوص مسمارية بنوطات موسيقية ونصوص شعري ...
لا يمكن لمتابع الوثائق الفوتوغرافية عن بغداد ومدن عراقية عدة في بدايات القرن الماضي إلا ويتوقف عند بطاقات بريدية تحمل توقيع ألكسندر. ج. زفوبودا التي تحمل إناقة التصوير والطباعة في وقت مبكر جداً على هذا النوع من النشر السياحي- الثقافي
البيت الذي انتمينا له في سنوات السبعينات الأولى من القرن الماضي، وسكنت في داخله أجمل واصدق وأنبل المشاعر والأحاسيس، والتي كانت تجيش في صدور شباب يمتلئ بأحلام كبيرة وتطلعات بلا حدود لصناعة الجمال وترسيخه في حياتنا قيما ومثلا وسلوكا.
توقفتُ مطولاً عند مشهد بيانو محطم مقلوب على ظهره ومسنود على جدار بيت قديم في زقاق بغدادي أقدم. تساءلتُ مع نفسي ما حكايته؟ مَن الذي حمله إلى هنا؟ هل هو قطعة أخرى من روح بغداد وهي تتحطم؟
- مع بعض المحاولات الفردية التي تظهر بين فترة واخرى في كتابة الموسيقى في بعض الدول العربية، كنت أتساءل: متى تكون لنا موسيقى مجردة أو موسيقى بحتة والتي هي بالأساس – الموسيقى التي لا تصاحبها الكلمات؟
في قصيدة "عصفورة الشجن" المنسوبة إلى منصور الرحباني (ثمة من يقول بعائديتها إلى الشيخ النجفي علي محمد جواد بدر الدين، مواليد جنوب لبنان في عام 1949، ولكنها سُجّلت مع مجموعة من القصائد في منتصف الستينات لحساب الإذاعة الكويتية، يوم كان محمد ج ...
تحولت معرفتي بالمؤلف والعازف والباحث والمربي الموسيقي الأستاذ حسين قدوري من ورقية (عبر الكتب والمقالات) إلى اتصال انساني مباشر كانت تحتضنه دائرة الفنون الموسيقية خلال عامي 1992 و1993 ليتواصل، على الرغم من مغادرتي البلاد، في عواصم عربية عدّة كانت تحتض ...
لا يذكر المطرب الرائد حضيري ابو عزيز، إلا بكونه صاحب "الورد" الأغنية والأسلوب والظاهرة الاجتماعية، فلطالما كانت أغنيته "عمي يا بياع الورد" سفيرة الروح العراقية الى البلدان العربية، وهي بشكلها " السهل الممتنع" في كلماتها ...
نحن بصدد قراءة نقدية وفحص لشعرية نص، ولكن هذا لا يمكن فصله عن اعتبارين، بل لا يمكن لنا أن نقرأ نصوص محمود درويش الجديدة "أحد عشي كوكبا- دار الجديد بيروت 1992 ط ١" دون أن تسقط قراءتنا في حيثيات واقعة تاريخية شكّلت منعطقاً حاسماً ف ...
تبدو الساعات الأخيرة في حياة الشاعر العراقي رعد عبد القادر أشبه بـ "مقطع أخير غامض في قصيدة ظل يكتبها طوال حياته. بل يبدو انه كتب هذا المقطع في أقصى درجات شاعريته واشدها إلتماعا واقترابا من اللانهائي واللامرئي"*.
لم تكن عمّان* تشبه أي عاصمة نفي بالنسبة للمثقفين العراقيين، فهي كانت المحطة الوحيدة التي تسمح للعراقيين بالعبور، لنحو عشر سنوات من عزلةٍ فرضت على البلاد بعد غزو الكويت. الجغرافيا ونهج سياسي أردني معتدل، عاملان جعلا عمّان البوابةَ الوحيدة لخروج ملايين ...
الباحث والناقد أحمد فياض المفرجي، وأخذه الموت في صمت عميق, صمت كان يطبق على عزلته التي اختارته منذ عامين تقريباً وعبرها أوصد عليه الأبواب، وهو الذي عُرف بنشاطه الدائب، بحثاً واتصالاً وتوثيقاً. وهكذا يغيب أسم آخر من أسماء الثقافة العراقية، في وقائع ا ...
ليس الفيلم القصير للمخرج قاسم عبد، "غايب، الحاضر الغائب" مجرد مقابلة مع مهندس الرواية العراقية المعاصرة، غائب طعمة فرمان، بل هو كناية متعددة الملامح لفكرة العراق ذاته، وتحديداً في عقود الانقلابات العسكرية وجمهورياتها العنيفة وصولاً الى اللح ...
ثمة حاجة أحيانا إلى نذير كي تتحسس الكارثة، وثمة من يدفعك أحيانا بقوة هائلة إلى الكارثة ذاتها. التشكيلي محمد الشمري من النوع الثاني الهادر في وضوحه حتى مع أقصى حدود الرهافة والعلامات المضمرة في عمله. أما الكارثة فهي اللحظة التي أعلن فيها "البيا ...
عن حرب عامر عجاج.. عن الأمل القتيل
علي عبدالأمير عجام
كل حرب، أي حرب، تصبح للجندي حربه الشخصية، فهي صراعه من أجل حياة انتزع منها قسراً. من هنا تبدو مذكرات الجندي الاحتياط (الموظف الحكومي) عامر عجاج، عن الحرب العراقية الايرانية ( في عامها الأول كم ...
في الصورة نصب أقامه الحكم الجمهوري الأول في أعقاب اسقاط "الثوار" لتمثال الملك فيصل الأول وفي الموقع ذاته، أي في ساحة الصالحية لكنه أزيل بعد وصول القوميين إلى السلطة وليتحول المكان إلى ساحة جمال عبدالناصر ثم "ساحة أبي رغال" نكاية ب ...
واشنطن- علي عبد الامير
ما انفك سؤال "نجاح اميركا اللافت في انهاء صدام ومن ثم اخفاقها في ترتيب البيت العراقي "يبدو السؤال الابرز في كل مرة تتم فيه استعادة حرب اسقاط النظام العراقي السابق التي انطلقت شرارتها الاولى في التاسع عشر من اذار ( م ...
جاء من منفاه الأسترالي إلى عمّان كي يكون قريباً من "الأمل" الذي تنتظره بلاده في الخروج من محنتها، وبدا سقوط التمثال بالنسبة إلى الكاتب العراقي حسن ناصر حسين حدثاً يستوجب وقفة خاصة يكتبها رداً على سؤال "الحياة" فيقول:
وكان الفنان جورج عاد من مقر اقامته في الولايات المتحدة الى بيته قبيل فترة من اندلاع الحرب على بلاده، وشهد فصولا من أهوال تلك الحرب ورعبها، وما أنتجته من أسئلة مخيفة عن راهن البلاد ومستقبلها إنسانيا وثقافيا.
علي عبد الأمير
بدا مشهد الحرب والرعب والقلق والآمال، وقد اطبق على ذلك الحوار العجيب الذي ضمني الى الملحن والمغني والمؤلف الموسيقي رائد جورج، في بيته بمنطقة الدورة ببغداد، ذات مساء حار وتحديدا في 6/8/2003 ، وكان شاهدا على جزء منه، الزميل والصديق ال ...